دعا نائب وزير الخارجية الأوكراني أندريه ميلنيك، الأحد، ألمانيا إلى المساعدة في تعزيز القدرات البحرية في كييف، واقترح تسليم بلاده غواصة وفرقاطة خرجت من الخدمة، بعد حصول كييف على دبابات ألمانية الصنع عقب ضغط غربي على برلين.
وافقت ألمانيا، مؤخراً، على إرسال 14 دبابة قتالية من طراز "ليوبارد 2" إلى أوكرانيا، واستسلمت أخيرًا لشهور من الضغط من الولايات المتحدة وحلفائها في حلف شمال الأطلسي "ناتو".
وقال ميلنيك، في تغريدة عبر "تويتر": "قبل شهر، أوقفت ألمانيا الفرقاطة "لوبيك"، بعد خدمة دامت 32 عامًا، ومع الإرادة السياسية يمكن نقل تلك الفرقاطة إلى أوكرانيا لمحاربة الغواصات والسفن الحربية الروسية في البحر الأسود".
وأضاف أنه "إذا لم يتم نقل السفينة الحربية بأكملها، فإن إرسال أسلحتها، مثل صواريخ "سي سبارو" و"هاربون" سيعزز قواتنا الأوكرانية".
وفي تغريدة منفصلة قبل ساعات، دعا ميلنيك ألمانيا إلى منح أوكرانيا إحدى غواصاتها الست من طراز HDW Class 212A.
وأوضح أن غواصة HDW Class 212A تعتبر "واحدة من أفضل الغواصات في العالم"، واقترح على الجيش الألماني التبرع بواحدة من 6 غواصات 212A لأوكرانيا، قائلا: "لماذا لا ترسل برلين واحدة إلى أوكرانيا؟".
وغرد لاحقًا بأنه "كانت لديه خبرة في أن يكون على متن مثل هذه الغواصة في عام 2008، خلال فترة عمله كقنصل عام لأوكرانيا في ألمانيا".
"صراع مع الناتو"
إلى ذلك، أكد المستشار الألماني أولاف شولتس، الأحد، أن بلاده لن تسمح بتحول الحرب في أوكرانيا إلى صراع بين
روسيا وحلف شمال الأطلسي، وذلك بعد لقائه الرئيس التشيلي في إطار جولة له في أمريكا اللاتينية.
وقال شولتس: "لقد ساهمنا في ضمان عدم حدوث تصعيد للصراع لأن ذلك ستكون له عواقب وخيمة على العالم بأسره. سيؤدي ذلك على سبيل المثال إلى حرب بين روسيا ودول الناتو، وهذا لن يحدث، وسنمنعه بكل جهودنا. لقد نجحنا حتى الآن وسنواصل القيام بذلك".
وأضاف: "الأمر يتعلق بدعم أوكرانيا، إنه يتعلق بإجراء نقاش جدي لاتخاذ القرارات التي يجب اتخاذها وهذا ينبغي أن لا يكون منافسة (لمعرفة) من يرسل أسلحة أكثر".
وأوضح شولتس في سانتياغو دي تشيلي أنه والرئيس الأمريكي جو بايدن يرفضان "إرسال قوات إلى أوكرانيا" تجنبا لتصعيد الصراع، مؤكدا أن بلاده لن ترسل مقاتلات إلى أوكرانيا.
وأشار الزعيم الألماني إلى أن بلاده "قدمت الدعم، مثل بلدان أخرى، في شكل شحنات مالية وإنسانية وأسلحة. هذا هو التزامنا"، مشددا على أنه "لا يوجد بلد يدعم أوكرانيا أكثر من ألمانيا".
مدينة فوغليدار
نفت أوكرانيا الاثنين إعلان موسكو أن قواتها تتقدم قرب مدينة فوغليدار، مركز القتال الجديد على الجبهة في شرق أوكرانيا حيث تتكثّف المعارك مؤخرًا.
وكانت وكالات أنباء روسية نقلت عن زعيم الانفصاليين الموالين لروسيا في دونيتسك دنيس بوشيلين صباحًا قوله إن "وحداتنا تواصل التقدم (...) أُقيمت وحدات في شرق فوغليدار والعمل متواصل في الجوار".
إلا أن متحدثا باسم الجيش الأوكراني أكد أن الهجمات الروسية هناك فشلت.
وقال إن القوات الأوكرانية تمكنت من صدّ الروس بفضل "الأسلحة النارية والمدفعية"، مضيفًا أن "العدو لم يسجّل نجاحًا وتراجع. لم نخسر مواقعنا".
من جانبه، أكد بوشيلين أن الجيش الأوكراني تراجع إلى منطقة تضمّ "عددًا كبيرًا من المواقع الصناعية والمباني العالية" التي تسهّل عمليات الدفاع.
وتابع بوشيلين "إذًا ننطلق من مبدأ أن العدو سيقاوم".
وتقع مدينة فوغليدار التي كانت تعدّ 15 ألف نسمة قبل بدء الغزو الروسي، على بعد 150 كلم نحو جنوب باخموت في شرق البلاد التي تشهد معارك أيضًا ويسعى الجيش الروسي إلى السيطرة عليها منذ أكثر من ستة أشهر متكبّدًا خسائر فادحة.
اتصالات مع بوتين
وفي السياق، قال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إن الرئيس فلاديمير بوتين مستعد لإجراء اتصالات مع المستشار الألماني أولاف شولتز.
وأضاف بيسكوف أنه لا توجد محادثات متفق عليها بين الجانبين، لكنه أوضح أن بوتين كان ولا يزال مستعدا لإجراء اتصالات مع المستشار الألماني.
وتأتي تصريحات المتحدث الروسي تعليقا على مقابلة صحفية نشرت الأحد، وقال فيها شولتز إنه سيتحدث مع بوتين مرة أخرى.
وأضاف المستشار الألماني أن "بوتين مسؤول عن سحب القوات من أوكرانيا لإنهاء هذه الحرب الرهيبة التي لا معنى لها والتي راحت ضحيتها بالفعل مئات الآلاف من الأرواح"، وفق تعبيره.
وأكد شولتز اعتزامه التواصل مع الرئيس الروسي مجددا بعد أيام من قرار حكومته تزويد أوكرانيا بدبابات "ليوبارد "، في خطوة أثارت غضب موسكو.
ويعود آخر اتصال بين الرجلين إلى كانون الأول/ ديسمبر الماضي، وحينها قال بوتين إن الموقف الألماني والغربي بشأن أوكرانيا "مدمر"، داعيا برلين إلى إعادة التفكير في نهجها.
دعم كوريا الجنوبية
وعلى صعيد آخر، حث الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ كوريا الجنوبية على زيادة الدعم العسكري لأوكرانيا، مقترحا عليها مراجعة سياستها المتمثلة في عدم تسليح الدول المتحاربة.
ويزور ستولتنبرغ سيئول حاليا، وهي المحطة الأولى في جولة تشمل اليابان وتهدف لتعزيز العلاقات مع حلفاء الولايات المتحدة في ظل الحرب في أوكرانيا وتنامي المنافسة مع الصين.
وخلال حديثه في معهد تشوي جونغ-هيون للدراسات الجيوستراتيجية في سيئول، شكر ستولتنبرغ الحكومة الكورية الجنوبية على مساعدتها غير القتالية لأوكرانيا لكنه حثها على فعل المزيد، مضيفًا أن هناك "حاجة ملحة" للذخيرة.
وتعدّ كوريا الجنوبية مُصدِّرا مهما للأسلحة على الصعيد العالمي، ووقعت في الآونة الأخيرة عقودا لبيع مئات الدبابات والطائرات والأسلحة الأخرى إلى دول أوروبية بما في ذلك بولندا العضو في الناتو منذ بدء الحرب.
لكن الرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول قال إن قوانين بلاده التي تمنع تقديم الأسلحة إلى البلدان المتنازعة يجعل من توفير الأسلحة لأوكرانيا أمرا صعبا.
وقال ستولتنبرغ إن دولا من بينها ألمانيا والنرويج، اللتان كانت لديهما قوانين أسلحة مماثلة لقوانين كوريا الجنوبية، قد عدّلت سياستها بغية دعم كييف.
وأشار الأمين العام للناتو إلى أن الجيش الروسي يستعد لمجهود حربي جديد، لافتا إلى أن موسكو تتلقى أسلحة، خصوصا من كوريا الشمالية، بحسب معلومات كشفها البيت الأبيض الأمريكي.