لم
ينتبه أفراد تنظيم الدولة أن كاميرات مراقبة بمستشفى أطفال بحلب كانت تعمل إبان
تحويلهم المستشفى لمعتقل عام 2013.
تجول
مسلحو التنظيم دون أقنعة، ومارسوا التعذيب ضد المعتقلين لديهم خلال سيطرتهم على المدينة،
بحسب تقرير لشبكة "
سي إن إن" الأمريكية.
مر على
هذه الممارسات سنوات، وسجلتها كاميرات ربما لم يعلم عنها عناصر التنظيم شيئًا، لكن
تلك التسجيلات مهمة حاليًا بعدما حصلت عليها لجنة العدالة والمساءلة الدولية، التي
تحقق في جرائم مرتكبة من الجماعات المتطرفة، من أجل الملاحقة الجنائية.
تجول
مسلحو
داعش داخل أروقة المستشفى الواقع في حي قاضي عسكر في حلب، الذي اتخذوه مقرًا
لهم آنذاك، ونقلو السجناء معصوبي الأعين وضربوهم بالعصي وعذبوهم، بحسب التقرير الذي
أشار إلى أن هذه التسجيلات تعود لممارسات على مدار أشهر خلال عام 2013.
يقول
كريس إنجلز، مدير التحقيقات والعمليات في لجنة العدالة والمساءلة الدولية (CIJA)، التي يعمل محققوها على جمع الأدلة التي يمكن استخدامها لمحاكمة أعضاء
جماعات مثل داعش: "تعد مقاطع الفيديو هذه أدلة مهمة للغاية في المحاكمة".
للأفعال الماضية.
وأضاف:
"نحن قادرون على تأكيد قصص الضحايا الباقين على قيد الحياة".
واستخدم
التنظيم المستشفى كسجن، لم يخرج منه كثيرون على قيد الحياة. وحينما استعاد عناصر من
المعارضة السورية السيطرة على المبنى في كانون الثاني/ يناير 2014، وجدوا جثثًا
ملقاة على الأرض لأشخاص تم إعدامهم وأيديهم مقيدة خلف ظهورهم.
من بين القلائل المحظوظين الذين تمكنوا من النجاة عدد من
الرهائن الغربيين.
أحد هؤلاء وهو الصحفي الفرنسي ديدييه فرانسوا، روى محنته
لكريستيان أمانبور من شبكة "سي إن إن" بعد وقت قصير من إطلاق سراحه.
قال
فرانسوا: "كان هناك بعض السجناء السوريين والعراقيين ومواطنين محليين احتجزوا
لأسباب مختلفة مثل التدخين... تعرضوا للاعتداءات والتعذيب، وكنا نسمع أصواتهم من خلف
الأبواب.
كانت هناك بعض الغرف التي كان يتم فيها التعذيب كل
ليلة. وأحيانًا تم وضعنا في تلك الغرف. ويمكنك أن ترى السلاسل معلقة أو الحبال معلقة
أو القضبان الحديدية".
"دليل واضح على سوء المعاملة"
إن شهادة أشخاص مثل فرانسوا، والسوريين والعراقيين الذين
نجوا أيضًا من الموت، كانت منذ فترة طويلة أدوات قوية لمحاسبة المسؤولين. ومع ذلك،
بعد مرور سنوات على انهيار التنظيم، تتلاشى الذكريات ويصبح من الصعب تلبية متطلبات
أدلة المحكمة.
وقال إنجلز إن مقاطع الفيديو التي التقطتها الكاميرات الأمنية
من حلب كانت دليلًا واضحًا على
الانتهاكات التي حدثت في المنشأة. كما أنها تساعد
في تحديد الجناة المسؤولين عن الانتهاكات، مضيفا: "نحن قادرون على أن نظهر للعالم
اليوم كيف كان يبدو تنظيم الدولة الإسلامية خلف الكواليس".
وأوضحت
اللجنة أن المقاطع من المستشفى في حلب تم استخدامها بالفعل في التعرف على مشتبه به
في فرنسا، وأنها تلقت مئات الطلبات للحصول على أدلة من جهات إنفاذ القانون حول العالم.