حذّر الرئيس
التونسي قيس سعيّد من وجود ترتيب لوضع جديد في المنطقة
كلها، ودعا أحرار العالم إلى الوقوف ضد هذا الترتيب لشرق أوسط جديد.
جاء ذلك خلال لقاء له اليوم بقصر قرطاج مع إبراهيم بودربالة، رئيس
مجلس نواب الشعب التونسي.
وذكر بلاغ للرئاسة التونسية، أن اللقاء تطرق مطولا إلى ما قال إنها "جرائم تُرتكب اليوم وارتكبت على مدى ما يناهز القرن من الزمن في حق الشعب
الفلسطيني الذي تُمعن الحركة الصهيونية في محاولات
تهجيره وفي حرمانه لا فقط من
حقه المشروع في إقامة دولته المستقلة في كل أرض فلسطين وعاصمتها القدس الشريف بل
من أبسط مقومات الحياة كالماء والدواء".
وأكد الرئيس التونسي أن "الحركة الصهيونية التي عملت بكل الوسائل على
تقديم نفسها ضحية مارست أبشع الجرائم"، وتساءل: "لماذا لا ينظر العالم إلى
الرضع والأطفال وهم موتى أو مصابون تحت الأنقاض؟".
وأضاف البلاغ: "الحركة الصهيونية عملت طوال عقود على أن يستبطن
الشعب العربي الهزيمة، بل أن تتحول الهزيمة إلى ثقافة ليستكين ويستسلم، ولكن الشعب
الفلسطيني مستمر في نضاله والأمة العربية لن تقبل بغير النصر بديلا، والموقف الذي
عبّر عنه الشعب التونسي دليل على أن ثقافتنا ومبادئنا وثوابتنا تقوم كلها على
الإصرار على رفض كل أصناف الظلم والاستعمار"، وفق البلاغ.
ويأتي
موقف الرئيس التونسي قيس سعيّد من التطورات الجارية في الأراضي
الفلسطينية، ضمن مسار تصاعدي في موقفه الرافض للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة،
والمؤيد لحق الشعب الفلسطيني في المقاومة.
وكانت الرئاسة التونسية قد عبرت منذ بداية عملية طوفان الأقصى عن
وقوفها الكامل وغير المشروط إلى جانب الشعب الفلسطيني.
ودعت تونس "كل الضمائر الحية في العالم إلى الوقوف إلى جانب
الشعب الفلسطيني، وأن تتذكر المذابح التي قام بها العدو الصهيوني في حق الشعب
العربي في فلسطين بل وفي حق الأمة كلها".
كما دعت تونس المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته التاريخية لوضع حد
للاحتلال الغاشم لكل فلسطين ولإمعان قوات
الاحتلال الصهيوني في انتهاك حقوق الشعب
الفلسطيني في تحد كامل لكل الشرائع الدينية والقيم الإنسانية.
ولاقت دعوة الجيش الإسرائيلي لترحيل سكان غزة للجنوب، رفضا دوليا
وعربيا واسعا، مقابل ضوء أخضر أمريكي للتنفيذ.
وأمس الجمعة، دعا الجيش الإسرائيلي، سكان مدينة غزة إلى إخلاء
منازلهم والتوجه جنوبا "من أجل سلامتهم الشخصية"، وكرر متحدث الجيش،
أفيخاي أدرعي، السبت أيضا نداء مماثلا.
وهي فكرة لاقت رفضا فلسطينيا وإقليميا ودوليا على الرغم من الإسناد
الأمريكي.
ولليوم الثامن على التوالي، يتعرض قطاع غزة المحاصر منذ 2006، لغارات
جوية إسرائيلية مكثفة دمرت أحياء بكاملها، حيث أطلق الجيش الإسرائيلي عملية عسكرية
سماها "السيوف الحديدية".
وجاءت العملية بعد إطلاق حركة "حماس" وفصائل فلسطينية أخرى
فجر 7 أكتوبر/ تشرين أول الجاري، عملية "طوفان الأقصى"، ردا على
"اعتداءات القوات والمستوطنين الإسرائيليين المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني
وممتلكاته ومقدساته، ولا سيما المسجد الأقصى في القدس الشرقية المحتلة".
وقطاع غزة، يسكنه أكثر من مليوني فلسطيني يعانون من أوضاع معيشية
متدهورة، جراء حصار إسرائيلي متواصل منذ 2006.
إقرأ أيضا: تصاعد الرفض العربي والدولي لمخطط الاحتلال بتهجير سكان غزة