اتهمت وسائل إعلام روسية، الولايات المتحدة باستغلال الهدنة في قطاع
غزة لتعزيز قواعدها "غير الشرعية" شرق
سوريا، وذلك في خطوة عدها خبراء بالشأن الروسي تحدثت إليهم "عربي21"، في إطار تحذير "محور المقاومة" من خطورة التحركات الأمريكية في المنطقة.
وقالت وكالة "
سبوتنيك" الروسية، إن الجيش الأمريكي نقل معدات عسكرية متطورة إلى قواعده اللاشرعية شرق سوريا، بالتزامن مع إجراء تدريبات عسكرية بالذخيرة الحية، مستغلا إعلان الهدنة المؤقتة في قطاع غزة، وما أعلنته المقاومة العراقية على خلفيتها حول خفض الهجمات على تلك القواعد بعد أسابيع من استهدافها المستمر ردا على التدخل الأمريكي ودعمه اللامحدود لجيش الاحتلال الإسرائيلي.
وتابعت بالإشارة إلى هبوط طائرة شحن عسكرية كبيرة تابعة للجيش الأمريكي في قاعدة "خراب الجير" بريف الرميلان النفطية شمال شرق الحسكة، بالقرب من الحدود العراقية، محملة بمعدات متطورة من ضمنها أسلحة مضادة للطائرات وذخائر ومواد لوجستية.
يأتي ذلك، على خلفية تراجع وتيرة الضربات التي تتعرض لها القواعد الأمريكية في سوريا والعراق، بعد التوصل لهدنة "مؤقتة" بين جيش الاحتلال والمقاومة الفلسطينية، بوساطة قطرية مصرية أمريكية.
تحذيرات للمقاومة
ويقول الكاتب المختص بالشأن الروسي الدكتور نصر اليوسف، إن هناك حالة من الاعتقاد تسود بين المحللين الروس، مفادها أن الحشود العسكرية الغربية والأمريكية "الضخمة" التي تصل إلى منطقة الشرق الأوسط تباعا منذ حرب غزة، لا يمكن أن تكون فقط لإظهار الدعم للاحتلال وهدفها بالقضاء على حركة حماس فقط.
ويضيف لـ"عربي21"، أن "التعامل مع غزة لا يحتاج كل هذه الحشود الغربية"، ويتابع بقوله: "ربما الهدف رسم خارطة جديدة للشرق الأوسط، واستئصال محور المقاومة".
وبذلك، يقرأ اليوسف في تقرير "سبوتنيك"، محاولة من
روسيا لاستنهاض قوى "محور المقاومة" ودعوته إلى التنبه لخطورة "المخطط المفترض".
من جانبه يلفت المستشار المقرب من وزارة الخارجية الروسية رامي الشاعر لـ"عربي21" إلى توازي التحركات الأمريكية والغربية في منطقة الشرق الأوسط تأتي مع الاستمرار بتنفيذ مخطط توسيع حلف شمال الأطلسي "ناتو" بجوار روسيا، ويقول: "هذا هو الهدف الرئيسي لتحريك حاملات الطائرات والأساطيل في المنطقة".
لكن القيادي في "الجيش الوطني" السوري، النقيب عبد السلام عبد الرزاق، يرى أن القوات الأمريكية تستطيع تعزيز قواعدها في سوريا في الوقت الذي تختاره، ويقول لـ"عربي21": "بتقديري لا علاقة للهدنة بالتعزيزات الأمريكية للقواعد في سوريا".
ويؤيد مدير مركز "رصد للدراسات الاستراتيجية" العميد عبد الله الأسعد، القراءات السابقة لجهة اعتبار أن هدف الحشود العسكرية الأمريكية التي وصلت المنطقة هو "أبعد وربما من غزة".
تراجع الهجمات ضد القواعد الأمريكية
وفي تفسيره لتراجع الهجمات على القواعد الأمريكية في سوريا بعد الهدنة، يقول لـ"عربي21": "الهجمات ارتفعت وتيرتها بعد العدوان على غزة كنتيجة للعدوان، والآن بعد الهدنة لم يعد هناك مبررات لاستمرار الهجمات، رغم أن الهجمات هي إعلامية ودعائية"، على حد تأكيده.
ومنذ منتصف تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، زادت المليشيات المدعومة من إيران من وتيرة استهداف القواعد الأمريكية في سوريا والعراق، لكن إبان الهدنة في غزة تراجعت الهجمات، ولم تشهد القواعد إلا ضربة لـ"حقل العمر" شرق دير الزور نفذتها طائرة مسيرة الخميس أي قبل دخول الهدنة حيز التطبيق بيوم واحد، وتبنتها مليشيا "المقاومة الإسلامية في العراق".
يذكر أن الهجمات ضد القواعد الأمريكية تراجعت رغم إعلان فصيل عراقي مسلح عن عدم شمول "المقاومة الإسلامية" في العراق، باتفاق الهدنة في غزة.