دخل إضراب قيادات وأعضاء الإخوان المسلمين المعتقلين في
مصر الأسبوع الثاني احتجاجا على المعاملة غير الإنسانية لهم داخل السجون.
وأكد المضربون عن الطعام أنهم وضعوا في زنازين غير صحية أو يتم حبسهم إنفراديا، كما حرموا من زيارات أسرهم ومن مقابلة محاميهم ومن الرعاية الطبية.
وكان معتقلو فض اعتصام رابعة أصدروا بيانا صحفيا في بداية إضرابهم قالوا فيه إن عددهم 630 معتقلا، وإنهم أعلنوا البدء في الإضراب بشكل كامل للمطالبة بأبسط حقوقهم، جراء ما يتعرضون له من معاملة مهينة هم وذووهم - أثناء الزيارات - من قبل ضباط السجون.
وأكد البيان أنه عندما تم إخطار إدارة السجن رسميا بالبدء في الإضراب تم قطع المياه عنهم بشكل تعسفي لإجبارهم على التراجع عن المطالبة بحقوقهم، مشددين على أنهم مستمرون في إضرابهم رغم الضغوط لحين تنفيذ مطالبهم.
وقالت جماعة الإخوان على حسابها الرسمي على "تويتر" إن مئات من أعضاء الجماعة وقياداتها أضربوا عن الطعام من بينهم النائب الأول لمرشد الإخوان خيرت الشاطر ومساعد الرئيس المصري المنتخب الدكتور محمد مرسي السابق للعلاقات الخارجية عصام الحداد وعصام العريان نائب رئيس حزب الحرية والعدالة، ومحمد البلتاجي عضو المكتب التنفيذي لحزب الحرية والعدالة، وأسامة ياسين وزير الشباب السابق، والدكتور صفوت حجازي أحد قيادات الإخوان وأيمن علي مستشار مرسي لشؤون المصريين بالخارج، وعبدالمجيد مشالي سكرتير مرسي لشؤون الإعلام، وأحمد عبدالعاطي مدير مكتب مرسي، وأيمن هدهد المستشار الأمني لمرسي.
ومنذ أن فضت قوات الأمن بالقوة إعتصامي رابعة والنهضة منتصف آب/ أغسطس 2013، تم اعتقال آلاف من أعضاء الإخوان المسلمين، من بينهم معظم القيادات العليا بالجماعة، ويحاكم هؤلاء حاليا بعد أن وجهت لهم إتهامات بالتورط في أعمال عنف أو التحريض عليها.
معاملة انتقامية
وكشف البلتاجي في رسالة نشرت عبر صفحته على "فيس بوك"عن إيداعه زنزانة انفرادية وصفها بأنها "أشبه بالقبر"، لا يدخلها الضوء وليس بها إنارة، كما قام ضباط السجن بغلق فتحة التهوية الوحيدة بها، مؤكدا أنه يلقى "معاملة انتقامية وانتقائية" بسبب دوره الوطني منذ عام 2005.
وأكد مصدر مقرب من عائلة البلتاجي أنه عقب آخر جلسة محاكمة لهم والكلمات التي وجهوها من داخل القفص للقضاة والرأي العام قامت إدارة سجن العقرب بالتعنت ضدهم، ومنعت أفراد أسرهم من زيارتهم، مخالفة بذلك كل القوانين النافذة.
وقال سيد نصر، عضو "الهيئة القانونية للدفاع عن ضحايا الانقلاب"، في تصريحات لوكالة "الأناضول"، إن المحبوسين في سجني "شديد الحراسة"، و"استقبال طرة" أضربوا عن الطعام احتجاجا على منع أهاليهم من زيارتهم، ووضع حواجز زجاجية للفصل بينهم وبين ذويهم ومراقبتهم خلال الزيارة".
من جانبه، نفى مصدر أمني بمصلحة السجون صحة ما تردد عن الإضراب، مضيفا أنه لم تسجل أي حالة إضراب، وأن كل ما حدث هو رفض شفوي لبعض الإجراءات المستحدثة خاصة الفصل بين السجناء وزوارهم بحواجز زجاجية، على حد قوله.
واعتبر المصدر أن أسلوب الزيارة الجديد في الغرف الزجاجية يأتي ضمن "دواعٍ أمنية" لمنع وصول تعليمات من قيادات الإخوان داخل السجون إلى الخارج، خاصة في الفترة المقبلة التي تشهد فعاليات سياسية عديدة، منها الاستفتاء على التعديلات الدستورية في 14 و15 كانون الثاني/ يناير والاحتفال بذكرى ثورة 25 يناير.
6 إبريل تعاني أيضاً
ولم تتوقف الشكوى من المعاملة السيئة عند معتقلي الإخوان، جيث أعلنت حركة شباب 6 إبريل هي الأخرى أن مؤسسها أحمد ماهر وعضو الحركة محمد عادل والناشط أحمد دومة قد دخلوا فى
إضراب عن الطعام احتجاجا على التضييق عليهم ومعاملتهم بأقسى الأساليب والحرب النفسية التى يلاقونها داخل سجن طرة.
وأضافت الحركة، فى بيان لها، أن النشطاء الثلاثة يطالبون المجلس القومى لحقوق الإنسان بإجراء زيارة مفاجئة لسجن طرة لتفقد الأحوال المعيشية لهم داخل السجن، مؤكدة أن إدارة السجن منعت عنهم الملابس الشتوية مما قد يعرض حياتهم للخطر فى ظل برودة الطقس الشديدة.
وحملت الحركة وزارة الداخلية ووزارة العدل المسؤولية عما يلاقيه النشطاء داخل السجن.