يرى المحلل السياسي الأردني فهد الخيطان، أن لا جديد متوقع من
القمة العربية المنعقدة الثلاثاء في
الكويت، وقال لـ"عربي 21" إن "القمة تعطي مؤشرا على أنها أسوأ من المرات السابقة، فهناك نظام عربي رسمي ضعيف ومشتت وشبه منهار هذه المرة، ويتبين بشكل واضح بأن
الخلافات تطغى، ومن الصعب توقع أي نتائج مرجوة من القمة".
واعتبر الخيطان أن بقاء مقعد
سوريا شاغرا دليل على الخلاف العربي حول التطورات في سوريا، وآليات التعاطي معها، ما يعني أن التمثيل السوري ومقعده سيبقى معلقا.
وحول الخلافات الخليجية، أكد الخيطان لـ"عربي 21" أن هذه الخلافات ستؤثر بالتأكيد على القمة، "كان من الممكن الوصول إلى بعض التفاهمات حول بعض الخلافات العربية، ولكن ذلك أفضى إلى عدم الوصول إلى أي منها".
وأضاف أن التمثيل الضعيف بغياب أعلى تمثيل لبعض الدول منها السعودية والإمارات والبحرين والأردن وغيرها يعطي مؤشرات على تعمق الانقسام والخلافات العربية، وتمثل دليلا على شعور القيادات العربية بعدم جدوى مثل هذه القمم.
من جهته، اعتبر مدير عام مركز دراسات الشرق الأوسط، جواد الحمد، أن القمة المنعقدة حاليا في الكويت من حيث المبدأ حساسة ومهمة للتواصل إلى توافق عربي حول أهم القضايا العربية، وأضاف في حديثه لـ"عربي 21" أنه يشعر من خلال الكلمة الافتتاحية لرئيس جامعة الدول العربية نبيل العربي أن "هناك نية حقيقية للتوصل إلى توافق عربي".
وتابع بالقول إن "أمير قطر وضع النقاط على الحروف من خلال كلمته التي ألقاها في القمة، لاسيما بخصوص الشأن الفلسطيني والأوضاع في غزة، وقوله إن القضية الفلسطينية تبقى على رأس الأولويات، بالإضافة إلى طلبه نبذ الخلافات وانتقاده الحرب الطائفية في العراق، محاولا أن يضع أسسا للحوار بين القادة العرب".
ويعتقد الحمد أن القمة قد تفضي برأيه إلى اتفاق نسبي محدود، بالأخص حول الشأن الفلسطيني ورفع الحصار عن غزة.
وبخصوص الخلافات الخليجية والتمثيل الضعيف، فيرى الحمد أن الدور الكويتي مهم في تحجيم أثر الخلافات الخليجية على القمة المقامة، وما يخص ضعف التمثيل فهناك "اعتبارات شخصية على الأغلب واعتبارات صحية ومن النادر في القمم العربية السابقة أن نرى تمثيلا قويا لكافة الدول العربية، فهذا أمر ليس بالغريب أو المستهجن".
أما فيما يخص المقعد السوري قال الحمد إنه "لم يسبق للمعارضة السورية أن شغلت المقعد، والدول العربية اتخذت حلا وسطا بحضور الائتلاف السوري وإلقاءه كلمة أمام القادة في القمة".
وانطلقت الثلاثاء، أول قمة عربية تستضيفها الكويت، في غياب 8 قادة عرب، في ظل خلافات عربية-عربية تخيم على أجواء القمة.
ويذكر أنه وصل 17 من قادة ورؤساء وفود الدول العربية إلى الكويت عشية القمة العربية التي انطلقت البلاد الثلاثاء، هذا إلى جانب وفد الكويت التي تستضيف القمة.
وسبقت أعمال القمة اجتماعات تحضيرية صدرت عنها مشاريع قرارات رفعت إلى القادة العرب اليوم، من بينها مشاريع قرارات تتعلق بمسيرة التسوية والوضع في سورية .
وتم تقليص مدة انعقاد القمة إلى يوم واحد.