أكد السفير
محمد العرابي، وزير الخارجية
المصري الأسبق، أنه يمكن لمصر في مرحلة ما أن ترسل قوات لحماية
السعودية من خطر تنظيم "
داعش"، وأنها لن تسكت حال تهديد السعودية، وستعاونها، ويمكن أن تمدها بقوات من الجيش، على حد تعبيره.
ووصف العرابي في حوار أجراه الخميس مع صحيفة "الوطن" - ذات الصلة بجهاز المخابرات المصري -السعودية بأنها أحد قطبي العرب. وقال: "لسنا مستعدين لخسارتها بعد تدمير جيشي العراق وسوريا".
وأضاف: "أمن الخليج بالنسبة لمصر خط أحمر، ولو شعرنا بوجود ما يهدد أمنه واستقراره، فمصر ستكون لديها استراتيجية أخرى، وهذا حدث في عهدي الرئيسين عبدالناصر، ومبارك".
وحول العدوان على غزة، أكد أن الحرب على غزة ستكتب نهاية نتنياهو سياسيا داخل إسرائيل، لأنه أيضا تكبد خسائر فادحة.
وحول رؤيته للمفاوضات التي تجري في القاهرة الآن، قال: أولا: إسرائيل مطلوب منها وقف القتال، والانسحاب من غزة، وأن يتم بضغوط دولية فيما بعد ترتيبات تتعلق بالمعابر والصيد وغيرهما، ومعبر رفح السيادة عليه مصرية، ولا يمكن أن نختصر القضية الفلسطينية في معبر رفح، حسبما قال.
والأمر هكذا، توقع ألا تسفر المفاوضات الجارية في مصر عن شيء، استنادا إلى أنه لا توجد إرادة سياسية، وأن إسرائيل بعد أن دفعت ثمنا غاليا، وهذا يُحسب للمقاومة، ستدعي أنها أنهت مهمتها، ولن تستمر في الحرب، والمفاوضات المصرية لن يكون لها نتيجة، والجماعات الفلسطينية لن تستطيع أن تخرج بنتيجة توقف القتال، والقصة الرئيسية هي أن تنتزع اعترافا بها، على حد تعبيره.
أيادينا مغلولة
وحول ضعف الدور المصري، قال إن هناك بعض الموضوعات يكون الحل فيها أن يحدث تقاتل عربي - عربي، ولا يمكن لمصر أن تفعل هذا، وعند الحديث عن مشاركة مصر في حل مشكلة داعش، هل سنرسل قوات لمحاربتهم؟ هذه مغامرات غير محسوبة، لا يوجد حل غير تكاتف الدول للحد من سيطرة داعش على مدن جديدة.
وأضاف: "في الدبلوماسية نقوم بدراسة قدرات الآخرين، هل داعش قادرة أن تجتاح بسهولة؟ قدراتهم الآن لا تمنحهم الفرصة في التمدد أكثر من ذلك، ونحن لا نفهم هل داعش انتفاضة سنية ضد حكومة المالكي، وحكم الملالي في إيران، أم جماعات تكفيرية تقتحم الحدود بهدف إنشاء الإمارة الإسلامية؟".
وقال: "بعض الملفات تكون أيادينا مغلولة فيها، ولا تقل لي إن مصر لها دور في المسألة السورية، ليس لنا دور في ذلك، لأنه ملف خرج عن الدائرة العربية والمصرية بوجه خاص، بحيث أصبحت مسألة دولية".
مصر تباطأت في إجلاء رعاياها
وتابع السفير العرابي -في حواره مع "الوطن"-: "سيكون لنا دور إلى حد ما في ليبيا، وليس دورا مطلقا، لأن الحديث عن اتفاق الليبيين على خطة لإنقاذ بلادهم كلام نظري، واقع الأمور على الأرض سيحكم الأمور، أما سياسات ودعوات ضرورة حفاظهم على التراب الليبي ووحدتهم وتماسكهم، فستصطدم بالواقع وهو وجود جماعات مسلحة تستهدف تقسيم الدولة، وهل مصر ستدخل لمحاربة هذه الجماعات؟ بالتأكيد لا، لكن سيكون لنا دور في مناشدة المجتمع الدولي ودول الجوار الحفاظ على ليبيا"، على حد تعبيره.
واستدرك بالقول: "مصر أخطأت في التباطؤ فى إجلاء رعاياها من ليبيا قبل تأزم الأمور".
وأضاف: "يجب أن نعترف بأن أي وزارة خارجية فى العالم تبدأ قوتها من الداخل، بحيث يكون لك صوت مسموع في الخارج، وبالتالي نحن ما زلنا في مرحلة اضطراب في الداخل، ولم تكتمل الأمور بشكل جيد".
ودعا إلى وجود نظام عربى جديد. وزعم أن مصر تستطيع أن تعيش دون تركيا، وأن سياسة (الجنرال)
السيسي في تجاهل أردوغان إيجابية.
وتابع: "مصر عليها دور كبير ليس فقط في إطفاء الحرائق بل قيادة الوعي والصحوة العربية، وأن تقود فكرة النظام العربي الجديد، لا يمكن أن نعمل وفق نظرية رد الفعل، يجب وضع استراتيجية، ومن الواضح أن المنطقة العربية مستهدفة، وعلينا التعامل وفق هذا".
سيناريوهات التعامل مع قطر
واعترف وزير الخارجية المصري الأسبق بأن قطر تمارس دبلوماسية ماهرة. وقال: "قطر كان لها دور محمود في مشكلة دارفور". وأضاف: "قطر تلعب بدبلوماسية ماهرة، وأنا أعترف بهذا، ليست دبلوماسية عادية، ضغطوا على أمريكا للدخول في موضوع غزة، وزيارة أميرها للسعودية نجح من خلالها إلى حد كبير أن يقلل من آثار مشكلاته مع دول مجلس التعاون الخليجي، ومع مصر".
وحول سيناريوهات التعامل المصري مع قطر، قال إنها تكثيف الاتصالات مع دول مجلس التعاون الخليجي وهذا أتى بثماره، بسحب دول الخليج سفراءها من قطر، ولابد أن يعالج الملف بين دول الخليج وليس مصر وقطر، وتحت مظلة الجامعة العربية، وأعتقد أن هذا لن يؤتي بنتائج سريعة، لكن
إذا شعروا أن هناك بعض الإجراءات ضدهم من مجلس التعاون.
وتابع: "الجانب القطري حقق تفوقا في صيانة، وتحقيق استراتيجيته، لكنه لم يتفوق على الدبلوماسية المصرية، لأنه حينما حاول وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى حل أزمة غزة بمؤتمر باريس ودعوة مصر وتركيا وقطر، مصر رفضت ولم تذهب وتركت الأمر، إذن أين المهارة القطرية؟".
وأضاف أنه مطلوب من قطر خلال الفترة المقبلة السكون والهدوء، وأعلم أنهم لن يستطيعوا التخلص من السيطرة الأمريكية خاصة في المرحلة الحالية، ونحن كمصر، لدينا مفتاح وهو الصمود، المصريون لن يعودوا للوراء، والرئيس سياسته محسوبة وإيجابية، في عدم رده على إساءة أردوغان له، ومصر تستطيع أن تمضي وتعيش بدون تركيا أو تتلاسن مع قطر وتركيا.
واختتم حديثه بالقول: "الصمود فى مواجهة المشكلات أمر جيد، ومشاركة الوفود الدولية لمصر في الفترة الأخيرة تعكس أنه حينما تتعافى مصر فالجميع يسعى إليها، وهذا المطلوب، وعلينا التعافي بسرعة، وألا نضع قطر وتركيا على أنهما هاجس يخطط لنا، مصر أقوى وأكبر وأقدر"، على حد تعبيره.