"كل العالم شاهد مقاطع تفجير دبابات
النظام السوري وحفظ كلماتي أثناء تفجيرها وصفق لي وقتها وها أنا اليوم طريح الفراش عاجز عن الحركة بعد أن أصيبت قدمي إصابة بليغة في إحدى المعارك"، فقد استطاع حسان الخروج من البلاد بعد إصابته إلى لبنان بمساعدة أصدقائه، لكن "إمكانياتهم لا تسمح لهم بعلاجه حتى النهاية، وهذه مهمة المنظمات الإغاثية وغيرها، لكن لا حياة لمن تنادي"، على حد قوله.
يقول حسان المقاتل في صفوف المعارضة والخبير في تفجير الدبابات: "هذا حالي وحال الكثير من رفاقي الذين قدموا الكثير، فمنهم من فقد طرفا من أطرافه، ومنهم من أصيب إصابة ترافقه طيلة حياته، وللأسف حتى اليوم لا يوجد جهة تكفلت باستكمال العلاج أو المعيشة على الأقل".
حسان قاتل على أكثر من جبهة واستدعته الكثير من الجبهات لمهارته بـ"اصطياد الدبابات"، كما نشرت مواقع التواصل الاجتماعي الكثير إنجازاته، و"لكن للأسف خرج من ذاكرة الجميع عندما أصيب واصبح غير قادر على الحركة ومتابعة القتال"، على حد قوله.
الكثير من المعاناة صبر حسان عليها ريثما تأمن طريق خروجه من ريف دمشق إلى لبنان بطريق وعرة وخطرة وهو لا يستطيع الحركة على أمل متابعة العلاج والعودة إلى بلده ليتم ما بدأ به، ولكن للأسف لم يجد ما كان يأمل.
الكثير من
الجرحى السوريين يعيشون الأوضاع الصعبة نفسها في لبنان وتركيا والأردن والداخل السوري بغياب واضح للجهات المسؤولة عن متابعة أمورهم، وهذه مهمة تلقى على عاتق "الائتلاف السوري" المعارض الذي حتى اليوم لم يتمكن من إيجاد جناح تابع له قادر على تغطية موضوع الجرحى السوريين بشكل كافي ووافي فهم متروكين بلا علاج في الغربة.
أما فيما يخص المشافي الميدانية، بين حسان أنها "تفتقر إلى الكوادر والإمكانيات حيث ان مهمتها إسعافيه اكثر من علاجية، على الرغم مع الجهد الكبير الذي يقدمه كوادرها لتقديم العلاج للمرضى ضمن إمكانياتهم المتاحة".
وتابع حديثه بالقول "سابقا كانت وجهة اغلب مصابي الجنوب السوري كمحافظة دمشق وريفها ودرعا والقنيطرة الحدود الأردنية بطريق طويل وشاق وخطير جدا خاصة لمصابي الريف الدمشقي اللذين يعيشون ابشع حالات الحصار، والهجانة الأردنية كانت تسعف الجرحى وتدخلهم الحدود الأردنية إلى المشافي، لكن اليوم الوضع تغير جدا".
وأوضح حسان أن دخول الأردن أصبح من المستحيلات فبعد رحلة طويلة للمصاب تزيد من إصابته ومرضه قد يمنع من دخول الحدود فلا قانون يحكم دخول المصابين إلى الأردن اليوم، ما اضطر الكثير من المصابين إلى التوجه لحدود فلسطين المحتلة لمتابعة العلاج "مرغمين" في مشافي الاحتلال بعد ان تقطعت بهم السبل إلى بلد عربي مجاور وتقديم الكيان العلاج للمصابين السوريين "بدواعي إنسانية" حسب وصفه.
كما أشار إلى أن طريق لبنان طويل ووعر وصعب بالنسبة للمصابين، ناهيك عن أن الخطر يلاحق السوري في لبنان نتيجة التوترات السياسية التي تهدده بشكل يومي مع عدم وجود جهات تقدم العلاج بشكل فعلي ومجاني للمصابين، كما أن المعيشة غالية وخاصة لمصاب غير قادر على العمل.