أثار
الهجوم الذي نفذه المواطن الكندي مايكل زخاف بيبو على البرلمان الكندي في العاصمة
أوتاوا، في محاولة على ما يبدو للحصول على جواز سفر؛ كي يتمكن من السفر إلى سوريا، مخاوف السلطات الأمنية الغربية من ظاهرة الأشخاص الذين يتصرفون بطريقة فردية أو ما يطلق عليهم "ذئاب منفردة".
ويرى المعلق في صحيفة "ديلي تلغراف" كون غوكلين أن التصرف الذي قام به بيبو، ربما كان رد فعل لمشاركة الحكومة الكندية في الحملة الدولية ضد تنظيم الدولة المعروف بـ "
داعش".
وتذكر الصحيفة أن الهجوم جاء بعد يوم واحد من قيام شخص بصدم جنديين مات أحدهما، وكان على ما يبدو هجوما على الحكومة في عقر دارها.
ويعتقد كوغلين أن أفعالا كهذه تعتبر تحديا كبيرا للمؤسسات الأمنية وتحديد فيما إذا كان الفاعل قام بعمله مدفوعا بدوافع شخصية أم أنه مرتبط بخلايا نائمة تعمل لصالح جهات إرهابية في العراق وسوريا أو مناطق أخرى سيطر عليها متشددون في العالم العربي.
ويذهب الكاتب إلى أن
كندا تعتبر آخر مكان في العالم يتوقع أن يقوم فيها مسلح تابع لـ "داعش" بتنفيذ هجوم.
وتبين الصحيفة أن الهجوم على البرلمان ربما تحول لكارثة لولا شجاعة الجندي كيفن ويكرز، الذي اصطاد المهاجم وأرداه قتيلا، وكان قد دخل البرلمان وأخذ يعيث فيه فسادا، واقترب في لحظة من اجتماع للبرلمان كان يحضره رئيس الوزراء الكندي ستيفن هاربر.
ويقول كوغلين إن الطريقة التي دخل فيها المهاجم البرلمان ستطرح الكثير من الأسئلة حول الإجراءات الأمنية على المؤسسات الحكومية في الدول الأخرى، بما فيها بريطانيا، التي رفعت من درجة التهديد الأمني.
وتشير "ديلي تلغراف" إلى أن مفوض الشرطة البريطاني سير بيرنارد هوغان- هاو قدر عدد من يسافرون إلى العراق وسوريا من الشبان البريطانيين ممن سيعودون إلى بريطانيا ويشكلون تهديدا على الأمن.
ويلفت الكاتب إلى أشكال الهجوم التي يمكن أن يقوم بها هؤلاء "الذئاب المنفردة" بعملياتهم، من مثل زرع عبوات محلية الصنع في أماكن مختلفة، أو القيام بهجوم فردي بالسلاح، كما فعل النرويجي المتطرف اندريه بريفيك عام 2011، احتجاجا على سياسة بلاده في مسألة هجرة الأجانب إليها.
وينوه كوغلين إلى صعوبة الكشف عن مثل هذه الهجمات، دون أن يكون لدى السلطات علم بنية الشخص القيام بالعملية.
وتؤكد الصحيفة أن الأعمال المنفردة تثير مخاوف الدول الأوروبية والأميركية، حيث تشجع المتطرفين الإسلاميين على استنساخها، كبديل عن العمليات الكبيرة مثل هجمات 9/11/2001 في أميركا أو 7/7/2005 في لندن.
وتشير الصحيفة إلى اكتشاف السلطات الأمنية البريطانية قبل فترة قصيرة لخلية إرهابية كانت تخطط لعمليات إرهابية مثل عملية بيبو في أوتاوا.
ويتحدث كوغلين عن الصعوبات المفروضة على مراقبة نشاط أفراد؛ نظرا للضغوط التي يتعرض لها السياسيون في أوروبا والولايات المتحدة، للحد من سلطة أجهزة المخابرات في التجسس على الأفراد بعد ما كشف عنه إدوارد سنودن.
ويختم الكاتب بالقول إن الهجوم في كندا يبدو أنه مأخوذ حرفيا من أدبيات تنظيم
القاعدة، الذي يشجع أنصاره على انتهاز فرصة قتل الأوروبيين والأميركيين "الكفار"، مضيفا أنه طالما بقي هذا الفكر المتطرف سيكون هناك شباب مستعد للقيام بارتكاب تلك الأعمال.