قال المبعوث الأممي إلى
سوريا ستيفان دي ميستورا، إنه لا يتوقع معجزات أو اختراقات في جولة مباحثات جنيف 5، التي انطلقت رسميا اليوم الجمعة، بمقر الأمم المتحدة، كما أنه لا يتوقع انهيارا لها.
من جهته قال نصر الحريري، رئيس وفد
المعارضة السورية في مفاوضات جنيف 5، الجمعة، إن وفده عرض على المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا، أفكار المعارضة بتفصيل أكبر حول هيئة الحكم الانتقالي، والمؤسسات المرتبطة به.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي للحريري بالمقر الأممي بجنيف، عقب لقاء مع المبعوث الأممي.
وأوضح الحريري: "اليوم أنجزنا مناقشات مثمرة مع دي ميستورا، وبنينا على تقدم الجولة الماضية حول الانتقال السياسي بالتحديد، وعرضنا أفكارنا بتفصيل أكبر حول هيكيلية وتشكيل هيئة الحكم الانتقالي، وجميع المؤسسات المرتبطة بها أثناء المرحلة الانتقالية".
وأوضح أنهم قدموا تقريرا عن الوضع الإنساني وممارسات النظام وحلفائه، "حيث استشهد 586 شخصا بين جولتي المفاوضات، وتم استهداف 9 مدارس، ومنشآت طبية متعددة، و5 أسواق، فضلا عن استمرار عمليات الاعتقال التعسفي التي طالت 647 شخصا، من بينهم 24 طفلا، و43 سيدة".
فيما لفت الحريري إلى أن المعارضة "لا زالت ملتزمة بالانتقال السياسي، وهدفها واضح بالاستجابة للشعب، وإنهاء معاناته على الأرض، والمفتاح لكل ذلك هو الانتقال السياسي".
وأشار إلى أن هناك العديد من التحديات، إذ أنه خلال الأسابيع الماضية كثف النظام هجماته تجاه المدنيين، لمستوى ما قبل وقف إطلاق النار، ورغم ذلك جاؤوا (المعارضة) لإيجاد حل لكل سوريا".
وواصل الحريري حديثه عن الانتقال السياسي، قائلا إن "الموضوع بحاجة إلى نقاشات مفصلة ومعمقة أكثر، وهو ما سيقومون به في الأيام المقبلة، في هذه الجولة".
وأضاف: "أؤكد أننا هنا لتخليص بلدنا من الإرهاب، ولن تتحرر سوريا من إرهاب داعش، ما لم تتحرر أولا من إرهاب بشار الأسد".
وردا على سؤال عن حديثه بأن اللقاءات مثمرة، وإن كانت تحمل بطياتها شيئا سلبيا أجاب "كل النقاط التي ناقشناها اليوم تتعلق بالانتقال السياسي، وناقشنا الأفكار حولها، وهي مثمرة لأننا رأيناها كذلك"، إلا أنه استدرك بالقول إنهم ينتظرون "التطبيق أيضا لهذه الأفكار".
ومجيبا على سؤال حول التعاون بين القوات الأمريكية وما يعرف بـ"قوات سوريا الديمقراطية"، قال إن "هذه الميليشيات التي يشكل PYD عمودها الفقري هي أمر واقع، وارتكبت انتهاكات حقوق إنسان شهدت عليها منظمات دولية وإقليمية".
وشدد الحريري على أنه "لا يمكن للإرهاب أن يحارب نفسه، لذا لا بد من وجود قوى وطنية من الشعب التي تقاتل من أجل طموحات الشعب السوري، وكل شيء عدا عن ذلك هو أمر واقع خارج الشرعية، ولا نهتم به ولا نتبناه".
وفي وقت سابق اليوم، قال بشار الجعفري، رئيس وفد النظام في
محادثات جنيف 5، إن وفده سيناقش في هذه الجولة مع المبعوث الأممي السلات الأربع بالتوازي، مع أولوية مناقشة مكافحة الإرهاب، وأنهم سيبدأون غدا، بمناقشة سلة مكافحة الإرهاب معه.
والسلات الأربع هي (الحكم غير الطائفي، والدستور، والانتخابات، ومكافحة الإرهاب)، وفق ما أعلن عنه دي ميستورا، في نهاية الجولة الماضية من جنيف 4، في 3 آذار/مارس الجاري.
دي ميستورا: لا أتوقع اختراقا
قال المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، إنه لا يتوقع معجزات أو اختراقات في جولة مباحثات جنيف 5، التي انطلقت رسميا الجمعة، بمقر الأمم المتحدة، كما أنه لا يتوقع انهيارا لها.
وفي مؤتمر صحفي عقده اليوم بعد انتهاء اللقاءات مع الوفود السورية المشاركة في المباحثات بالمقر الأممي، أضاف: "ما أتوقعه هو البناء على ما حصل في جنيف 4، مع خطوات تدريجية سيبلغ عنها لاحقا".
ولفت إلى أنه "وصلت أمس كافة الوفود، والتقت مع نائبه رمزي رمزي بشكل غير رسمي في الفنادق، ونظرا لأهمية الجولة حاول التماس الدعم من أصحاب المصلحة والدعم من المعنيين بالمفاوضات".
وبيّن أن "المحادثات التي أجراها في الرياض وموسكو وأنقرة، تمخض عنها وحدة في الموقف بشأن المضي قدما في مفاوضات جنيف، وأنهم اتفقوا جميعا بأنه بات ملحا الاستمرار في الجولة الخامسة".
وحول الوضع الميداني المتفجر أفاد: "يؤسفنا القول إن التطورات الميدانية يمكن تلخيصها بكلمتين، هجمات وهجمات مضادة، وكافة الوفود هنا اتفقوا على التواجد، ولم يهدد أحد بالانسحاب، وهذا يدل على وجود نضج لديها".
وشدد على أنهم "منحوا الفرصة لكافة الوفود للبدء بالسلة التي ترغب بمناقشتها، ولكن بالنهاية يجب مناقشة كافة السلات، والحكومة ورغم تركيزها على المسائل الأمنية، وافق بعد مقابلات بين الرئيس بشار الأسد والجعفري، بأنهم سيتطرقون لكافة السلات".
من جانب آخر، كشف دي ميستورا أنه "قبل دعوة قدمتها الجامعة العربية له ليوم واحد، لمقابلة الأعضاء، وعقد اجتماعات ثنائية مع من لديه اهتمامات، في محاولة إشراك أكبر قدر من اللاعبين".
وبدأت اليوم، اللقاءات غير المباشرة في مقر الأمم المتحدة، بين المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، مع الأطراف السورية المشاركة في المفاوضات التي أطلقت عليها الأمم المتحدة جنيف 5.
وكانت قد بدأت أمس، في مدينة جنيف السويسرية، اللقاءات التمهيدية للمفاوضات السورية في الجولة الجديدة، وذلك بلقاءات جمعت فريق الأمم المتحدة، مع الأطراف السورية المشاركة بالمفاوضات في مقر إقامتهم.