هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
كشفت مصادر صحفية أمريكية، عن استحواذ شركات أمنية روسية على مشاريع لاستكشاف النفط والغاز في مياه البحر المتوسط، بالاتفاق مع النظام السوري.
وأوضحت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية، أنها اطلعت على رسائل البريد الإلكتروني وسجلات الشركة التي أبرمت مؤخرا صفقة مع النظام السوري للتنقيب عن النفط والغاز في الخارج، مبينة أن "الشركة هي جزء من شبكة من الشركات التي تشكل مجموعة المرتزقة الروسية الغامضة المعروفة باسم "فاغنر" ويقودها يفغيني بريغوزين الحليف المقرب من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين".
وحسب المجلة، فإن شركة "كابيتال" الروسية التي لم تكن معروفة من قبل، حصلت على عقد للتنقيب عن النفط والغاز في منطقة مساحتها 2250 كيلومترا مربعا قبالة سواحل جنوب سوريا.
واعتبرت أن الاتفاق الذي وقع عليه رئيس النظام في آذار/مارس الماضي، سيعزز من نفوذ روسيا الاستراتيجي في سوريا، مؤكدة أن روسيا تستعين بمصادر أخرى في تحقيق أهداف سياستها الخارجية الأكثر تعقيدا، وذلك من خلال استخدام مقاولين عسكريين، لا ينتمون إلى الحكومة، للتدخل في جميع أنحاء العالم بمخاطر أقل، وبقدرة أكبر على إنكار علاقتها بهم.
مكافأة للمرتزقة
وأردفت المجلة أن هذه العقود كانت بمثابة مكافأة لجماعات المرتزقة التي قاتلت إلى جانب النظام السوري في بعض المعارك ذات الصفة الخاصة بحرب العصابات.
وفي هذا السياق، قال الباحث الاقتصادي، أدهم قضيماتي، إن الاتفاقيات هذه تم التفاهم عليها خلال بداية التدخل الروسي في سوريا ولكن بشكل غير معلن، ومن الطبيعي أن يكون للتدخل الروسي في سوريا إلى جانب النظام السوري مقابل، إن كان للأشخاص أو الشركات.
وأضاف لـ"عربي21" أنه على غرار ما منح للإيرانيين من مشاريع بنى تحتية وسكنية لتكون تعويضا لها وأفرادها على وقوفهم إلى جانب النظام، يهب النظام أغلب ثروات سوريا الباطنية للروس من الفوسفات إلى النفط والغاز.
وحسب قضيماتي، يبقى الأمل بتعديل هذه الاتفاقيات المجحفة بحق الشعب السوري بعد إسقاط النظام، الذي رهن سوريا ومقدراتها.
مكاسب "فاغنر"
أما المراقب الاقتصادي، والمفتش المالي المنشق عن النظام، منذر محمد، فأكد أن مكاسب شركة "فاغنر" لا تنحصر فقط بالنفط والطاقة في سوريا، موضحاً أن الشركة حازت على عقود استثمار سياحية في طرطوس واللاذقية أيضاً.
وقال لـ"عربي21"، معروف أن الشركات الأمنية (المرتزقة) لا تنفذ المهام دون مقابل، و"فاغنر" شاركت في أكثر من عملية عسكرية في سوريا، وهذا ما يجعل حصولها على المكاسب أمرا طبيعيا.
وأوضح محمد أن شركة "فاغنر" ساندت النظام منذ العام 2013، وشاركت في معارك حمص وحماة والبادية السورية، وإدلب.
ولفت المراقب الاقتصادي إلى عمليات التجنيد الواسعة التي تقوم بها الشركة للمقاتلين السوريين، بغية إرسالهم للقتال خارج الحدود السورية.