قتل، الاثنين، عسكري ليبي، إثر إصابته بنيران مسلحين مجهولين في إحدى مناطق مدينة بنغازي، شرقي البلاد، حسبما أفاد مصدر أمني.
وقال المصدر الذي فضل عدم الكشف عن اسمه، إن "مسلحين لم يتم التعرف عليهم، فتحوا نيران أسلحتهم صوب العسكري، عبد السلام نوري حمد، التابع لوحدة التدخل السريع بغرفة العمليات الأمنية المشتركة لتأمين بنغازي التابعة للجيش والشرطة، فأردوه قتيلا على الفور".
ولم تعلن أية جهة مسؤوليتها عن حادثة مقتل العسكري.
إضرام النيران في مقر المؤتمر الوطني الليبي
في سياق متصل، قال وكيل وزارة الدفاع الليبية خالد الشريف، الاثنين، إن "مقر
المؤتمر الوطني العام (البرلمان) في العاصمة طرابلس تم تأمينه بعد أن اقتحمه متظاهرون الأحد الماضي"، مشيرا إلى أن "قوات تابعة للجيش الوطني تنتشر في محيطه".
وكان مبنى المؤتمر الوطني العام، شهد اقتحام عشرات الأشخاص، الذين وأضرموا النيران في بعض محتويات المبني، وأتلفوا أثاثا، وحطموا واجهة المبنى وقاعة الجلسات الرئيسية.
وانسحبت قوات الحرس الرئاسي، وقوات الجيش من المنطقة بشكل كامل، بعد إطلاقها الرصاص تجاه المتظاهرين أمام مقر المؤتمر، في محاولة لتفريقهم.
وأوضح شهود عيان أن الاحتجاجات بدأت سلمية ضد تمديد المؤتمر لنفسه لمدة عام، إلا أن مجموعات مسلحة مجهولة حتى الآن تصدرت المشهد، واقتحمت المقر، وأضرمت النيران في المبنى وسرقت محتوياته.
وأغلق عشرات من المحتجين البوابة الرئيسية لمبنى قصور الضيافة المقابل للمؤتمر (مقر القيادة السياسية في
ليبيا)، الأحد الماضي، ونصبوا خيمة أمامه، قبل أن تداهم قوة من الجيش الليبي المكان، وتلقي القبض على المحتجين، وتزيل الخيمة.
ومضى الشهود قائلين إن المحتجين حاولوا طيلة نهار الأحد اقتحام مبنى المؤتمر، وإشعال النيران أمامه، قبل أن يتمكنوا بالفعل من اقتحامه إثر انسحاب الأمن الرئاسي من المكان.
وقال الناطق باسم المؤتمر العام، عمر حميدان، إن "متظاهرين مسلحين بأسلحة نارية وبيضاء اقتحموا مبنى المؤتمر، وأضرموا النيران في أجزاء منه".
ومضى حميدان قائلا إن "المقتحمين أصابوا عضو لجنة الدفاع في المؤتمر، النائب عبد الرحمن السويحلي، بطلق ناري في رجله، فيما تعرض النائبان محمد العماري وأحمد البوني للضرب".
وأدخل قرار المؤتمر الوطني التمديد لنفسه حتى شباط/ فبراير المقبل، ليبيا في أزمة سياسية حادة، حيث يري البعض أن فترة شرعية المؤتمر انتهت يوم 7 شباط/ فبراير الماضي، بحسب الإعلان الدستوري الذي صدر عقب ثورة شباط/ فبراير 2011، بينما يرى آخرون أن المؤتمر مقيد بمهام، وليس بتاريخ، كونه لم ينجز بعد ما انتخب من أجله؛ مما يدعوه إلى مواصلة مهامه حتي إنجازها، بحسب مناصري التمديد للمؤتمر.
وبالتزامن مع اقتحام مبنى المؤتمر الوطني العام، حاول آخرون اقتحام مبنى التلفزيون الليبي في العاصمة؛ لكن قوات الأمن تصدت لهم وتمكنت من تفريقهم.
الأمم المتحدة تدين الهجوم علي البرلمان الليبي
من جهتها أدانت
الأمم المتحدة بشدة، الاثنين، الهجوم على المؤتمر الوطني العام (البرلمان) والاعتداء على أعضائه، فضلا عن عمليات التخريب التي حدثت في المبنى.
وقال المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة مارتن نسيركي في مؤتمر صحفي عقده، الاثنين، بمقر الأمم المتحدة بنيويورك إن بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا "يونمسيل" أدان بشدة الهجوم على مقر المؤتمر الوطني العام والاعتداء على أعضائه، فضلا عن تخريب المقر.
شركة فرنسية تنسحب من ليبيا إثر مقتل أحد موظفيها
وفي سياق متصل، سحبت
شركة فرنسية، متعاقدة مع الحكومة الليبية، الاثنين، موظفيها إثر مقتل مدير الأمن بالشركة فرنسي الجنسية، الأحد، على يد مسلحين مجهولين بمدينة بنغازي، شرقي البلاد.
يأتي ذلك في الوقت الذي طالبت فيه وزارة الخارجية الفرنسية الحكومة الليبية بفتح تحقيق في الحادث.
وقال المتحدث باسم مركز "بنغازي الطبي"، خالد اللافي، إن "موظفي شركة (IMB) الفرنسية التي تقوم بتجهيز البرجين الثاني والثالث بمركز بنغازي الطبي انسحبوا من الموقع على خلفية مقتل مسؤول الآمن بالشركة (باتريس ريال) برصاص مسلحين في منطقة رأس اعبيدة ظهر الأحد.
واعتبر اللافي، أن هذا الإجراء من شأنه "تعطيل العمل بالأبراج وتأخر افتتاحها في مركز بنغازي الطبي"، مشيرا إلى أن الشركة انتهت من 80% من الأعمال بالبرجين، ولم يتتضح على الفور ما إذا كان انسحاب الشركة مؤقتا أم بشكل دائم.
وقتل برصاص مسلحين مجهولين، الأحد، باتريك ريال وهو مدير الأمن بالشركة الفرنسية الخاصة التي تعمل على تجهيز البرجين الثاني والثالث لمركز بنغازي الطبي.
والشركة الفرنسية، هي إحدى الشركات الغربية المتعاقدة مع الحكومة الليبية إبان حكم معمر القذافي قبل العام 2011، وكان التعاقد ضمن اتفاقية ليبية - فرنسية في المجال الطبي زودت فرنسا ليبيا بموجبها بمركز بنغازي الطبي بعدد من الأطباء الفرنسيين، إضافة إلى الشركة المنشئة لأبراج المركز الثلاثة.
من جانبها دعت فرنسا رسميا، الأحد، السلطات الليبية إلى فتح تحقيق عاجل في حادثة مقتل أحد رعاياها بمدينة بنغازي شرقي ليبيا معلنة إدانتها " الشديدة " للحادث.
وتشهد مدينة بنغازي اغتيالات لشخصيات شرطية وعسكرية، خاصة مع انتشار أنواع مختلفة من الأسلحة بأيدي الجماعات المسلحة، عقب سقوط نظام الرئيس الراحل معمر القذافي عام 2011.
وتعيش ليبيا أوضاعا أمنية متدهورة، وتصاعدا في أعمال العنف، فيما تحاول الحكومة الليبية السيطرة على الوضع الأمني المضطرب في البلاد.