اعتبر المعلق روبرت فيسك في تقرير له بصحيفة "إندبندنت"، أن سيطرة "الفاتحين" من مقاتلي الدولة الإسلامية في
العراق والشام (
داعش) الذين دخلوا الرقة قبل عامين على الموصل وتكريت وربما بغداد تمثل إهانة نهائية لبوش وأوباما. ورأى فيسك أن الدولة الإسلامية الممتدة يمولها السعوديون والكويتيون. ويقول: بعيدا عن الدور السعودي في هذه الأحداث، ماذا تعلمنا من دروس الأسبوع الحالي؟
ويرى أنها بالنسبة لسوريا والعراق متشابهة عسكريا وسياسيا وصحافيا، فهي عن نظامين في دمشق، أحدهما علوي وآخر في بغداد شيعي يقاتلان من أجل البقاء ويواجهان بحسب الكاتب جيشا إسلاميا دوليا يكبر في كل يوم.
والفرق بين النظامين هو أن الولايات المتحدة تدعم نوري المالكي، رئيس الوزراء العراقي وتطالب برحيل بشار الأسد، الرئيس السوري، مع أنهما رفيقان في الحرب ضد المنتصرين في تكريت والموصل.
ويكتب فيسك قائلا، إن واشنطن ولندن طالما عبرتا عن "قلقهما العميق" حول خسارة المناطق والانتصارات التي يحققها الإسلاميون، وتدمير كل ما دفع ثمنه الأمريكيون والبريطانيون بالمال والدم، لكن لا أحد يشعر بالقلق شعور إيران والأسد في
سوريا والمالكي في العراق، الذين تلقوا الأخبار القادمة من الموصل بحس من الفزع والكارثة السياسية والعسكرية.
ويضيف فيسك أن لا أحد الآن يهتم بأعداد العراقيين الذين قتلوا جراء "فانتازيا"
بوش وتوني بلير- رئيس الوزراء العراقي السابق؛ فقد قام الاثنان بتدمير نظام صدام حسين من أجل جعل العالم أكثر أمنا بعد أن أعلنا أن العراق هو جزء من المعركة على "الفاشية الإسلامية". ويقول: "حسنا فقد خسرا، تذكر أن الأمريكيين سيطروا وأعادوا السيطرة على الموصل أكثر من مرة لسحق قوة المقاتلين الإسلاميين، وخاضوا معركتين في الفلوجة، وتمت خسارة المدينتين مرة أخرى للإسلاميين، بعد أن عادت جيوش بوش وبلير للوطن معلنة أنها انتصرت".
ويرى الكاتب أن السعودية استمرت بدعم الجماعات الإسلامية، وتسليح المقاتلين في الصحراء السورية والعراقية في الوقت الذي اعتبرها فيه الغرب دولة معتدلة رغم أنها غذت الجماعات بمعتقداتها الوهابية المتشددة.
وذكر فيسك أن محاولة المالكي السيطرة على الموصل مرة أخرى ستكون دموية وشرسة تماما، كما حصل مع نظام الأسد الذي حاول استعادة مدن خرجت عن سيطرته في سوريا، مشيرا إلى أن اللاجئين الهاربين من الموصل كانوا يخشون من الحكومة الشيعية في بغداد أكثر من خشيتهم من الجهاديين السنة الذين سيطروا على مدينتهم.