قالت جريدة "إندبندنت" البريطانية إن الغارات التي يشنها
التحالف الدولي على مواقع تنظيم الدولة الإسلامية "
داعش" في
سوريا تمثل دعماً لنظام بشار
الأسد وعاملاً مهماً من أجل بقائه على قيد الحياة، مشيرة إلى أن الدعم الذي يتلقاه حالياً لا يمكن أن يحصل عليه من أي مكان آخر.
وبحسب مقال روبرت فيسك المنشور في الصحيفة الأربعاء، فإن "القنابل والصواريخ الأمريكية التي تتساقط على شرق وشمال سوريا تجعل من الولايات المتحدة حليفاً لنظام الأسد، لتنضم بذلك إلى كل من روسيا والصين وإيران وحزب الله"، حيث أصبحت كل هذه القوى إلى جانب الأردن ودول خليجية غنية تدعم بقاء نظام الأسد.
ويقول فيسك إن أكبر قوة موجودة في العالم حالياً -الولايات المتحدة- والتي كانت العام الماضي تريد أن تشن غارات على نظام الأسد أصبحت الآن تقصف ألد أعداء هذا النظام، كما أن الصواريخ الأمريكية تنهمر على الخط الأمامي لألد أعداء إيران وحزب الله أيضاً.
ويشبه فيسك ما يجري في سوريا حالياً والتحالف الأمريكي مع النظام بحكم الأمر الواقع، برئيس الوزراء البريطاني ونستون تشرشل الذي وجد نفسه فجأة في العام 1941 حليفاً للحكومة النازية في ألمانيا.
من ناحية ثانية، يؤكد فيسك في مقاله أن قصف مواقع لجبهة النصرة في ريف إدلب ومناطق أخرى بشمال سوريا يؤكد أن لدى البنتاغون أهدافاً في سوريا تتجاوز تنظيم "داعش"، وأن تنظيم الدولة الإسلامية ليس وحده المستهدف من هذا التحالف الدولي.
وينتهي فيسك إلى التساؤل: "لماذا لم تقصف القوات الأمريكية كلاً من العدوين؛ داعش ونظام الأسد، بعد أن قررت تسليح وتدريب ما أسمتها المعارضة المعتدلة؟ ولماذا الآن يتم ضرب (داعش) دون أن يتعرض النظام السوري لأية ضربات؟".
كما يتساءل أيضاً: "ما هو رد فعل السوريين الذين يدعمون المعارضة المعتدلة على الغارات الأمريكية التي تقتل من المدنيين حالياً أكثر مما تقتل من عناصر قوات الأسد ونظامه؟".