دعا أحد قادة جبهة
النصرة لأهل الشام، الموالي للقاعدة في سوريا، تنظيم الدولة المعروف بـ "
داعش"، عدم التسبب بأذى للرهينة الأميركي لدى "داعش" بيتر (عبدالرحمن)
كاسيج.
وتبين مراسلة صحيفة "ديلي تلغراف" روث شيرلوك أن "داعش" قد سمى كاسيج عامل الإغاثة الأميركي باعتباره الشخص القادم الذي سيعدم في سلسلة "حلقات" الإعدام، التي يرسلها التنظيم إلى الدول التي تقوم بضربه، خاصة الولايات المتحدة وبريطانيا. وحذر ناشطو تنظيم "داعش" من نفاذ الموعد الذي وضعه التنظيم لوقف الحملة الجوية بنهاية اليوم الأربعاء وإلا ذبح، بحسب الصحيفة.
وتقول الصحيفة إن تهديدات "داعش" لكاسيج أدت لخلافات في داخل المجتمع الجهادي، خاصة أن الرهينة أعلن إسلامه، ولم يعد في هذه الحالة رصيدا ثمينا للتنظيم، وهناك عدد من القيادات الجهادية تدافع عنه، خاصة أنه اعتنق الإسلام.
وتنقل الصحيفة عن القيادي البارز في جبهة النصرة أبو عمر العكيدي قوله إن كاسيج كان الشخص الذي عالجه مع عدد من زملائه المقاتلين بعد إصابتهم بجروح.
ويضيف العكيدي أن الرهينة الأميركي "قام بإجراء عملية جراحية ناجحة له وتحت القصف الجوي للنظام السوري".
وتذكر شيرلوك أنه في سلسلة من التغريدات التي أرسلها العكيدي عبر الإنترنت قال إن كاسيج قام بإخراج شظية من جرحه، مضيفا أن الرهينة الأميركي قام بمعالجة عدد من زملائه أيضا، ومنهم أبو دجانة، والذين أصبحوا قادة للتنظيم في محافظة دير الزور- شرق سوريا.
ويشير التقرير إلى أن جبهة النصرة كانت منافسا لـ "داعش"، لكن الضربة الأميركية لمواقعها جعلتها تقترب من جديد لـ "داعش".
وتلفت "ديلي تلعراف" إلى أن تغريدات العكيدي تفيد بأن رجاله قاموا بالبحث عن كاسيج عندما اختفى، وعبروا عن دهشتهم عندما ظهر في شريط فيديو هدد فيه "داعش" الولايات المتحدة.
وتوضح الصحيفة أن تنظيم الدولة قد اعتقل كاسيج في الأول من تشرين الأول/ أكتوبر 2012، عندما كان يقوم بتوزيع مواد طبية في محافظة دير الزور من خلال المنظمة الخيرية التي قام بإنشائها.
فقد قام كاسيج البالغ من العمر 26 عاما بالانتقال إلى البلدة التركية الحدودية غازي عينتاب، وأنشأ منظمة "سيرا" اختصارا لاسم الطوارئ الخاصة للمساعدة والإغاثة. وهي منظمة غير حكومية تهدف للمساعدة الإنسانية، بحسب التقرير.
ويورد التقرير وصف معارفه وأصدقائه له بالشخص المخلص والعاطفي، الذي تأثر كثيرا من تجربته القصيرة في الحرب العراقية عام 2007، حيث كان يرغب بتقديم شيء للناس الذين تسبب الأميركيون بالمعاناة لهم. وكرس كامل طاقته وجهده للمنظمة، وكان في بعض الأحيان ينفق من ماله الخاص كي تواصل عملها.
وتتابع شيرلوك بأن كاسيج ظل يقوم بزياراته إلى سوريا رغم تعرض الكثير من الأجانب للخطف. وعندما كان في داخل سوريا لم يكن يفرق، كما يقول العكيدي، بين المدنيين والمقاتلين في العلاج.
ويروي العكيدي للصحيفة أنه عندما جرح، وتلقى العلاج من كاسيج اعتقد أن الطبيب الذي عالجه هوجهادي مثله، ليعرف فيما وبعد مشاهدته الفيديو أنه "عامل إغاثة يعمل في دير الزور منذ عام تقريبا، وقام (داعش) باختطافه".
واعتنق كاسيج الإسلام في بدايه الأسر، وبحسب تقارير من المعتقلين معه ممن خرجوا من خلال صفقات، كان مخلصا في إسلامه.
وتذهب الصحيفة إلى أنه رغم هذا فقد ظهر كاسيج في شريط الفيديو وهو يرتدي الزي البرتقالي، وخلفه رجل ملثم، يعد بأنه سيكون الضحية القادمة. وكان "داعش" قد ذبح رهينتين أميركيتين، وهما جيمس فولي وستيفن سوتلوف والبريطانيين ديفيد هينز وألن هيننغ.
وتشير شيرلوك إلى أن رهينة نرويجيا سابقا لدى طالبان اعتنق الإسلام أثناء الأسر، يدعى صلاح الدين ريفسدال، والذي ولد باسم بول ريفسدال (51 عاما)، قام بتوجيه مناشدة مباشرة لزعيم التنظيم أبو بكر
البغدادي.
وقال ريفسدال للصحيفة "يرى البعض أن الخليفة إبراهيم لا يعرف أن بعض أتباعه يخططون لقتل عبدالرحمن كاسيج"، وإن "كان الوضع كهذا، فهو يعرف من خلال دراسته المكثفة للدين أن ما سيقومون به هو إثم كبير، ويعني قتل أخ اعتنق الإسلام قبل فترة".
وتختم الصحيفة تقريرها بالإشارة إلى استشهاد ريفسدال بالآيات القرآنية قائلا إن البغدادي "يجب أن يتخذ قرارا صائبا، ويمنع أتباعه من قتل أخيهم عبدالرحمن كاسيج".