لاقى خيار
العنف والقوة التي لجأت إليه قوات الشرطة
اليمنية لتفريق متظاهرين سلميين مطالبين بالانفصال عن الشمال، تجمعوا الأحد أمام مبنى محافظة عدن جنوب البلاد،
إدانة واسعة من قبل قوى سياسية يمنية.
حيث أدان الناطق الرسمي باسم التجمع اليمني للإصلاح سعيد شمسان اعتداء قوات الأمن على متظاهري الحراك الجنوبي السلمي في محافظة عدن، خلال إحيائهم الذكرى الـ47 للاستقلال الأحد، ما أدى إلى سقوط عدد من الضحايا.
ويحتفل اليمنيون، في 30 من تشرين الثاني/ نوفمبر من كل عام بذكرى استقلال جنوب اليمن من الاستعمار البريطاني في 1967.
خيار القوة مرفوض
وأكد شمسان في تصريحات صحفية "رفض
الإصلاح استخدام القوة ضد المظاهرات والفعاليات السلمية"، معتبرا أن "اللجوء لخيار العنف والقوة في التعامل مع المتظاهرين السلميين يدفع بالأوضاع إلى مزيد من التأزيم والتعقيد".
ودعا الناطق الرسمي باسم الإصلاح الحكومة إلى سرعة تنفيذ مخرجات الحوار الوطني المتعلقة بالقضية الجنوبية فورا، وتحمل مسؤولياتها في حماية المتظاهرين والفعاليات السلمية، وسرعة محاسبة كل من قمع الاحتجاجات السلمية في جنوب الوطن.
وسقط قتيل ونحو 100 جريح آخرين، جراء إطلاق نار من قبل قوات الشرطة اليمنية أمام مبنى محافظة عدن، أثناء قيام متظاهرين من الحراك الجنوبي بمحاولة اقتحامه، ورفع علم دولة الجنوب في المبنى.
المساواة في الظلم عدالة
من جهة أخرى، قال الصحفي والناشط الجنوبي أنيس منصور: إن "ما حدث الأحد، من قمع وقتل لأنصار الحراك الجنوبي في مديرية المعلا بمدينة عدن الجنوبية، وهم يمارسون نضالا سلميا، يثير الاستغراب".
وتابع منصور أنه "في الوقت الذي تمارس فيه مليشيا الحوثي، كل الانتهاكات في حق الوطن والمواطن اليمني، من قتل واعتقالات ونهب لسلاح الدولة، واقتحام البنوك والمؤسسات الحكومية الأخرى، يتم الترحيب بها من قبل السلطات في صنعاء، بل وتجنيد آلاف منهم في قوات الجيش والأمن، بينما الحراك الشعبي في جنوب اليمن، يتم التعامل معه بهذه الطريقة الوحشية، التي من شأنها أن تعزز من قوة دعاوى الانفصال".
وقال الصحفي منصور في حديث خاص لــ"عربي21" إنه "كان الأحرى بالسلطات أن تتعامل بالقوة المفرطة مع الحوثيين في صنعاء، كما تعاملت مع متظاهرين سلميين في عدن، انطلاقا من فرضية المساواة في الظلم عدالة".
وأوضح أن "لجوء السلطات إلى المعالجة الأمنية للتحركات المطالبة بالانفصال عن الشمال في مدن الجنوب، لن يساهم في حلحلة الأمور، بل سيزيد من حدة الاحتقان بين الشارع الجنوبي، الذي يمضي نحو تحقيق مطالبه المشروعة "، بحسب تعبيره.
حقوق مشروعة
في سياق متصل، يرى المحامي والناشط في الحراك الجنوبي محمد البان أن "السلطات اليمنية تنتهج سياسة مزدوجة، فتتعامل مع المتظاهرين السلميين في مدن جنوب اليمن المطالبة بفك الارتباط عن السلطة المركزية في صنعاء، بقوة مفرطة، بينما تقف قواتها مكتوفة الأيدي أمام المجموعات المسلحة التي سيطرت على المؤسسات في العاصمة اليمنية وعدد من مدن الشمال".
وأضاف البان لـ"عربي21" أن "الجنوبيين يطالبون بحقوق مشروعة كفلتها كافة الدساتير السماوية والأرضية، فحق تقرير المصير الذي يناضل أبناء المحافظات الجنوبية لأجله لن يتخلوا عنه مهما كانت التضحيات"، مؤكداً أن "الانتهاكات التي تقوم بها قوات الأمن في عدن لن تمر دون عقاب" على حد قوله.
وحمّل المحامي البان، الجهات الرسمية في مدينة عدن، المسؤولية القانونية، نتيجة لجوئها للقوة المفرطة بحق متظاهرين سلميين، والتي أسفرت عن مقتل متظاهر وجرح نحو 107 آخرين".
وكانت المواجهات مع قوات الشرطة اليمنية، اندلعت عقب احتشاد أنصار الحراك الجنوبي الأحد، أمام مبنى محافظة عدن في مدينة المعلا، للمطالبة بالانفصال عن السلطة المركزية في صنعاء، حيث أطلقت قوات الشرطة الرصاص الحي والغازات المسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين، ما أسفر عن سقوط قتيل وعدد من الجرحى.