هاجمت وكالة "فارس" الإيرانية، شبه الرسمية، للأنباء، الرئيس التركي رجيب طيب أردوغان، واصفة إياه بـ"سلطان الإخوان"، مشيرة إلى أنه الآن يواجه ما أسمته "مآلات فضيحة نفط داعش"، في إشارة إلى الاتهامات الروسية له ولعائلته بشراء نفط من تنظيم الدولة.
وفي مقال على موقع الوكالة باللغة العربية، اعتبرت "فارس" أن روسيا "لم تبلع الإهانة التركية، بل لجأت لفضح ملف داعش والتورط التركي وصولا إلى رأس هرم الدولة"، معتبرة أن ذلك "أربك حسابات واشنطن نفسها، ودفع الكثيرين من دول أوروبا نحو تعقيد الملف السوري عسكريا، من خلال الذهاب نحو الزج بقوات على غرار ألمانيا وبريطانيا".
وزعمت "فارس" أن "الحكومة التركية المتورطة بملف تمويل داعش من خلال تجارة النفط المشبوهة التي تديرها شخصيات من النظام الحاكم بما فيها ابن الرئيس التركي بلال رجب طيب أردوغان، ذهبت نحو رفع سقف التحدي مع الحكومة الروسية، وأعلن أردوغان أنه سيتقدم باستقالته لو ثبت الأمر، إلا أن الوثائق الروسية التي نشرتها وزارة الدفاع في موسكو، حول التورط التركي بهذا الملف، دفعت أردوغان نحو الهرولة لمراضاة الحكومة الروسية، فالتقى وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو بنظيره الروسي في بلغراد الصربية، دون أن يقدم جديدا".
اقرأ أيضا: وكالة روسية: نجل أردوغان "صديق صدوق لقيادات داعش"
وتابعت "فارس" بأن "الإدارة الأمريكية ذهبت نحو تبرير الموقف التركي متهمة الحكومة السورية بكونها الشريك الأكبر لتنظيم داعش في تجارة النفط"، معتبرة أنه من "الغريب المضحك أن واشنطن تعتقد بأن العالم سيصدق هذه السذاجة السياسية، بعد جملة من الحماقات الأمريكية في التصرف حيال ملف داعش، بما في ذلك عدم الجدية الأمريكية باستهداف أي نقطة استراتيجية ومؤثرة على تمويل التنظيم في الأراضي السورية أو العراقية، كما أن التورط الأمريكي والإسرائيلي بحماية تنظيم داعش ودعمه بات واضحا".
وتابعت فارس هجومها بالقول بأن "النظام التركي الذي يقوده أردوغان والطامح لفرض هيمنة إخوانية على الأراضي التركية لفترة طويلة، سيسعى إلى لملمة الفضيحة من خلال عقد صفقة سياسية مع الحكومة الروسية في السر، تعيد العلاقات مع موسكو إلى مجاريها الاقتصادية، وتضمن طي ملف نفط داعش، إلا أن الشروط الروسية ستكون قاسية على النظام التركي، وأهمها تخلي أنقرة عن دعم أي طرف من الميليشيات المسلحة في الداخل السوري، وخاصة داعش والنصرة".
اقرأ أيضا: نظام "بشار" يتعاون مع "داعش" في النفط والغاز والكهرباء
وزعمت "فارس" بأن "شعبية أردوغان اليوم في الحضيض"، رغم فوز حزبه بالأغلبية في الانتخابات البرلمانية الأخيرة، "بعد جملة من الممارسات التي اقترفها بحق الدولة التركية قبل كل شيء، ولعل الأتراك اليوم يناقشون الروس في مرحلة ما بعد الأزمة السورية أكثر من أي شيء آخر، قبل أن تذهب أنقرة لقطع علاقتها مع المليشيات، فارتداد الجهاديين إلى
تركيا، واحد من أعقد الملفات".
واختتمت "فارس" تقريرها بالقول إن "أردوغان أمام معضلة القبول بالضغوط الروسية وقطع العلاقات مع المليشيات، أو أمام مواجهة مآلات فضح تورطه وأركان حكمه بملف"، مشيرة إلى أن "واشنطن لن تقدر على ترقيع ما مزقته الأدلة الروسية
الإيرانية من ثوب سلطان الإخوان".