أعلنت أطراف ليبية، الخميس، التوصل إلى اتفاق سياسي لتشكيل حكومة وحدة وطنية بليبيا، لكن رئيس
المؤتمر الوطني العام بطرابلس نوري بوسهمين، ورئيس برلمان طبرق المنحل عقيلة صالح، رفضا الاتفاق وقالا إن الموقعين يمثلون أنفسهم فقط.
ووقع على الاتفاق وفود عن المؤتمر الوطني الليبي العام بطرابلس، وبرلمان طبرق، شرقي البلاد، والنواب المقاطعون لجلسات الأخير، بالإضافة إلى وفد عن المستقلين.
وينص الاتفاق على تشكيل حكومة وحدة وطنية سبق أن اقترحت بعثة الأمم المتحدة تشكيلتها، لتقود مرحلة انتقالية من عامين تنتهي بانتخابات تشريعية.
وحضر مراسم التوقيع، كل من وزير الخارجية المغربي، صلاح الدين مزوار، ونظرائه التركي، مولود جاويش أوغلو، والتونسي، الطيب البكوش، والقطري، خالد بن محمد العطية، والإيطالي، باولو جينتيلوني، والإسباني، خوسيه مانويل غارسيا مارغايو، إلى جانب المبعوث الأممي إلى
ليبيا، مارتن كوبلر.
وفي كلمة له، قبل التوقيع، قال المبعوث الأممي، إن "المجتمع الدولي سيستمر في دعم ليبيا، والمسار التفاوضي، لإقرار السلام بهذا البلد"، داعيا الفرقاء الليبيين كافة إلى إبداء المرونة لتجاوز الخلافات المطروحة.
وأضاف: "الليبيون وضعوا آمالهم في حكومة الوحدة الوطنية التي سوف تتمخض عن هذا الاتفاق، خصوصا في ظل التحديات الأمنية التي تهدد البلاد، والحرب ضد داعش".
وأشار إلى أن عمل حكومة الوحدة الوطنية سيبدأ اليوم، معربا عن شكره للمغرب لاستضافة عملية الحوار.
من جهته، قال رئيس وفد مجلس النواب المنعقد بطبرق، شرقي ليبيا، محمد علي شعيب، في كلمة له: "بعد فترة من التخوف والشكوك التي أحاطت بمسار الحوار، نعيش الآن هذه اللحظة التاريخية".
وأكد شعيب على "ضرورة التشبت بالحوار للخروج من الأزمة"، معربا عن شكره لكل من ساهم في إنجاح الحوار الليبي.
ودعا النائب الليبي إلى "مواجهة الإرهاب، والعمل على تحقيق الديمقراطية، خصوصا أن البلاد تدخل مرحلة جديدة من خلال الاتفاق بين الفرقاء".
ولفت إلى أن الجميع سيمضي قدما من أجل إقرار السلام، خصوصا أن الحوار عرف مشاركة الفعاليات كافة، مما يعبر عن التوافق الوطني.
بدوره، قال صالح المخزوم، النائب الثاني لرئيس المؤتمر الوطني العام، إن بلاده مرت بـ"محن قاسية خلال السنة الماضية، عبر ازدواجية المؤسسات التمثيلية مما أفضى إلى تضرر المواطنين".
وتابع: "لا يمكن لأي عاقل أن يرضى باستمرار ما يحدث في ليبيا، خصوصا في ظل ارتفاع مؤشرات الإرهاب".
ودعا إلى "طي صفحة الماضي وفتح صفحة التصالح والوئام"، واصفا مخرجات الحوار بـ"المحطة التاريخية"، معتبرا أن التاريخ "سيقف شاهدا على هذا الاتفاق".
الاتفاق مرفوض
ورغم حضور وفد عن المؤتمر الوطني العام، برئاسة صالح المخزوم، إلا أن المؤتمر أصدر بيانا ليلة أمس، قال فيه إنه لن يفوض أحدا من أعضائه لا بالمشاركة ولا بالتوقيع في اللقاء المزمع تنظيمه بالصخيرات"، في وقت يرفض فيه عدد من أعضاء برلمان طبرق، بمن فيهم رئيسه عقيلة صالح، التوقيع.
وأكد رئيسا السلطتين التشريعيتين بليبيا نوري بوسهمين وعقيلة صالح في مؤتمر صحافي أعقب لقاءهما في مالطا أن الذين سيوقعون على اتفاق الأمم المتحدة الخميس لا يمثلون البرلمان المعترف به أو المؤتمر العام، وأنهم يوقعون عليه بصفتهم الشخصية.
وقلل رئيس المؤتمر الوطني العام نوري بوسهمين في كلمة أمام المؤتمر، الأربعاء، من أهمية توقيع أعضاء في البرلمانين على اتفاق الأمم المتحدة على اعتبار أن الموقعين "لا يمثلون إلا أنفسهم"، قائلا: إن "الموضوع الجوهري هو أن ما بني على باطل فهو باطل".
وأضاف: "لم يمنح أي تفويض من المؤتمر الوطني بالتوقيع سواء بالأحرف الأولى أو بالتوقيع النهائي أو بعقد اتفاقيات، ولذا فإن الأمر يبقى دائما خارج إطار الشرعية".
وقال بوسهمين الأربعاء إن الحكومة التي تقترح بعثة الأمم المتحدة تشكيلها "غير متوافق عليها ولا توفر الحد الأدنى من الاطمئنان لأن تكون مثل هذه الحكومة عملية"، معلنا عن تشكيل لجان مشتركة من البرلمانين للعمل على تشكيل حكومة خلال أسبوعين.
حكومة وحدة وطنية أولا
وعشية التوقيع، التقى ممثل الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس بعثة المنظمة الأممية إلى ليبيا مارتن كوبلر في مدينة المرج الليبية على بعد نحو 80 كلم شرق بنغازي (ألف كلم شرق طرابلس)، قائد القوات الموالية للحكومة المعترف بها دوليا الفريق أول ركن خليفة حفتر.
ويعارض حفتر، الشخصية العسكرية المثيرة للجدل، الاتفاق على اعتبار أنه ينص على أنه إذا لم يتوصل الطرفان إلى توافق على اسم قائد الجيش خلال 10 أيام، تتم إقالة شاغل المنصب الحالي ويعين شخص آخر في مكانه.
في مقابل ذلك، فإن المؤتمر الوطني العام، يرفض أي دور لحفتر في المشهد السياسي والعسكري الليبي.
وقال حفتر في مؤتمر صحافي مع كوبلر عن اتفاق الأمم المتحدة: "أنا لست راضيا عن المسودة بالتأكيد، ولكن عدم الرضا لا يعني المقاطعة بل لدي 12 نقطة وجهناها للسيد ممثل الأمم المتحدة على أساس أن ينظر فيها".