قال الشيخ راشد
الغنوشي إن قرار الحركة بفصل النشاط الديني عن السياسي "هو تطور جاء وقته، وهو مرحلة من مراحل التطور، تهيأت لها الحركة، وتهيأت لها البلاد، والدستور الذي
ساهمنا بإنجازه يقتضي هذا التخصص."
وأوضح الغنوشي في حوار مع محطة "سي أن أن" الأمريكية "أن كل مجال ينبغي أن يمارسه المختصون، فالشؤون الدينية، يمارسها أهل التخصص الديني، وشوؤن السياسة يمارسها السياسيون."
وقال "نحن في مجتمع متطور يقتضي التخصص، حتى لا يقع اتهام السياسيين بأنهم يستغلون الدين،
وحتى لا يصبح المجال السياسي مجال استغلال، ولا مجال الدين كذلك"، معربا عن رفضه لفرضية فشل الإسلام في إدارة البلاد، وقائلا: "الفاشلون هم الناس وليس الإسلام."
وعن جوهر القرار الذي اتخذته الحركة، قال الغنوشي "نحن على وعي بما نفعل، ونحن لا نتحدث عن فصال في عقل المسلم بين السياسة وبين الدين. نحن نعتقد أن كل أعمال الإنسان، ينبغي أن تكون أخلاقية، ومنسجمة مع عقيدته وضميره الديني، ولكننا نتحدث عن تخصص يقتضيه التطور. كل مجال يمارسه المختصون."
وأضاف "نحن عمليا نمارس السياسة، وبالتالي لا يجب أن تكون المساجد مثلا مجالا للتوظيف الحزبي،
وإلا فسينبغي أن يكون لكل حزب مسجده. المساجد يجب أن تكون مكانا لوحدة المسلمين، وليس
لتفريقهم بحسب تعدد الأحزاب."
وكان الغنوشي قد قال قبل مؤتمر الحركة الأخير في حوار نشرته جريدة لوموند الفرنسية، الخميس، إن الحركة سوف "تخرج من الإسلام السياسي".
وأضاف الغنوشي: "نحن نؤكد أن النهضة حزب سياسي، ديموقراطي ومدني، له مرجعية قيم حضارية مُسْلمة وحداثية (..). نحن نتجه نحو حزب يختص فقط بالأنشطة السياسية".
وأوضح: "نخرج من الإسلام السياسي، لندخل في الديموقراطية المُسْلمة. نحن مسلمون ديمقراطيون، ولا نعرّف أنفسنا على أننا (جزء من) الإسلام السياسي".