يحار المرء من الهجوم
الغربي الشرس على الرئيس التركي رجب طيب
أردوغان، ساسة، مراكز أبحاث ووسائل إعلام وصفته بأقذع الأوصاف ليس أقلها "الديكتاتور"..
وازدادت الهجمة خلال
الحملة الانتخابية الرئاسية فلا يكاد يمر يوم دون أن يكون
هناك خبر أو مقال معاد للرجل.
عملية إحصاء لكم المقالات والأخبار التي تنال من الرئيس التركي تجد
أنها غير مسبوقة في التاريخ فأنت لا تجد صفحات في أشهر الصحف والمجلات وبرامج
التوك شو خصصت بشكل مركز لرئيس دولة كما خصصت لأردوغان.
تركوا كل الديكتاتوريات في العالم التي فتكت في الشعوب من الصين التي
فتحت معسكرات اعتقال للإيغور إلى الهند التي يحرض رئيسها جهارا نهارا على المسلمين
إلى مينامار التي ارتكب جيشها مذابح بحق الروهينغا إلى فلسطين، حيث احتلال غاشم
يغسل الإعلام الغربي جرائمه ويمنع نشرها إلى مصر السيسي الذي يعتقل أكثر من 60 ألف
وارتكب أكبر مذبحة في رابعة والنهضة في التاريخ الحديث وإلى وإلى…
جيوش من وسائل الإعلام الغربية غطت الانتخابات ونقلت تقارير منتقدة
لسياسات أردوغان بأنه إذا أعيد انتخابه فإن ذلك سيعزز نظامه السلطوي، كل هذه
التقارير كانت تبث على الهواء مباشرة تحت سمع وبصر الديكتاتور ولم يمس أحدهم بسوء !
بشهادة كل المراقبين سارت الانتخابات بكل حرية دون أي نوع من أنواع
التزوير التي تشهدها كثير من الدول الحليفة للغرب ولم يحصل الديكتاتور على النسبة
التي تؤهله ليكون رئيسا ليعلن عن جوله ثانية في 28 مايو.
ما يغيظ الغرب من الديكتاتور هو اعتزازه بدينه رغم أنه يقود نظاما
علمانيا لم يعكس تدينه على الإطلاق فهو لم يفرض الشريعة على الناس ولم يمس
معتقداتهم إنما عكسه في تعامله الند بالند مع نظرائه وكان أمينًا على ثروات البلاد
لم ينهبها بل فجر فيها نهضة غير مسبوقة تصنع دواءها وغذاءها وسلاحها ورسخ موقفا
لتركيا في القضايا الدولية بعيدا عن التبعية.
ما يغيظ الغرب من الديكتاتور هو اعتزازه بدينه رغم أنه يقود نظاما علمانيا لم يعكس تدينه على الإطلاق فهو لم يفرض الشريعة على الناس ولم يمس معتقداتهم إنما عكسه في تعامله الند بالند مع نظرائه وكان أمينًا على ثروات البلاد لم ينهبها بل فجر فيها نهضة غير مسبوقة تصنع دواءها وغذاءها وسلاحها ورسخ موقفا لتركيا في القضايا الدولية بعيدا عن التبعية.
المدهش أن الغرب بشكل مفضوح لم يتطرق إلى برنامج المنافس كليتشدار
أوغلو الذي يدعو فيه علانية إلى ترحيل اللاجئين عموما والسوريين خصوصا دون أي ضمانات
بل إن دعايته الانتخابية أدت إلى ارتكاب جرائم بحق اللاجئين بسبب سيطرة جو من
الكراهية سببها تصريحات كليتشدار أوغلو وصحبه .
لماذا لم يتطرق الغرب بإعلامه إلى هذا البرنامج الخطير الذي انتهجه
كليتشدار أوغلو ويقول أننا أمام مشروع ديكتاتور آخر يهدد حياة الملايين بالخطر أم
أن اللاجئين ليسوا بشرا ورميهم لقمة سائغة لجزار الشام مشروعا في سبيل سقوط
الديكتاتور أردوغان.
ملايين السوريين معلقة قلوبهم بالسماء يخشون فوز كليتشدار أوغلوا ولم
نر تقريرا واحدا في الغرب يعكس هذا الخوف إنما هناك مئات التقارير عما يدعونه من
قمع للحريات وعلى وجه الخصوص اعتقال بضع مئات إثر محاولة الانقلاب في تموز/ يوليو
2016 قد يكون بينهم مظلومون لكنهم ليسوا بمستوى مظلومية ملايين اللاجئين الذي ينوي
كليتشدار أوغلو ترحيلهم.
لا يظن أصحاب هذا الخطاب المريض المنفصل عن الواقع أن الناس إلى هذه
الدرجة من الغباء ليصدقوه، فما تروجون له لا يساوي ثمن الحبر الذي كتب به، الأجدر
بكم أن تنتبهوا إلى قضايا أخرى في فلسطين، الهند.. هناك ستجدون ضالتكم لتكتشفوا
كيف يحمي ساستكم الديكتاتورية بكل معانيها وتداعياتها.
لقد بات واضحا أن هدف هذه التقارير هو شيطنة أردوغان والتشويش على الانتخابات على أمل أن تفرز الشخص الذي يجعل
تركيا كسابق عهدها مجرد تابعة دون عقل أو قلب لتنفيذ أجندات الغرب بمعنى رئيسا ديكتاتورا بنظر شعبه وليس بمنظور غربي، كما الحال في الديكتاتوريات العربيه المرضي عنها غربيا والمغضوب عليها من شعوبها.