أكثر من عشرة آلاف نازح يقطن في ريف حوران الغربي، محرومون من
المساعدات الإغاثية منذ أسابيع، نتيجة شح المعونات المقدمة، وانتهاء آخر مشروع إغاثي كان يغطي نسبة قليلة من حاجيتهم.
النازحون موجودون في أكثر قرى حوران سخونة بالريف الغربي كنوى وتسيل، بالإضافة إلى عشرات العوائل النازحة من ريف دمشق وحمص, وهم لا يزالون عالقون في بلدات تل شهاب و زيزون، بعد إغلاق السلطات الأردنية الحدود في وجه النازحين عبر معبر تل شهاب في الريف الغربي منذ شهر رمضان الفائت، ما صعب مهمة تقديم المساعدات لهم بسب ضعف امكانيات منظمات
الإغاثة المحلية.
ويقول الناشط الميداني علي الرفاعي وهو من بلدة تل شهاب، إن النازحين في المنطقة الغربية في حوران مضى عليهم نحو عام، ولكن بعد إغلاق السلطات الأردنية لمعبر تل شهاب الحدودي الذي كان يسمح للاجئين بالعبور للأردن ازدادت أعداد النازحين.
وأضاف الرفاعي لـ"عربي 21"، "يتوزع النازحون على عدة مناطق أكبرها معسكر الطلائع في زيزون وإحدى المدارس بتل شهاب، بالإضافة إلى الغرف المتواجدة في المشاتل الزراعية وبعض الخشش القديمة (بيوت من الطين والحجر)، وعدد أخر لا يزالون ضيوف في بيوت أهالي تل شهاب والقرى المجاورة".
وأكد الرفاعي أن المساعدات شحيحة بالنسبة لأعداد النازحين المتواجدة وغالبيتهم من الأطفال والنساء ممن ليس لديهم من يعيلهم.
وتابع الرفاعي "لقد حصلنا منذ فترة على مشروع مطبخ بقيمة 50 ألف دولار من قبل وحدة التنسيق والدعم، وكان أخر مطبخ انتهى منذ أيام"، معتبراً أن المشروع فاشلا "لأنه مكلف جدا ولا يلبي حاجيات النازحين بالإضافة إلى تقديمه وجبات محددة من رز وبرغل، بحيث يتم تقديم وجبة واحدة كل يوم، في حين نحن نفضل مشاريع الطرود الغذائية فلو وزع طردين غذائيين لكل عائلة أفضل من مشروع المطبخ الذي يمتد لشهر واحد في غالب الأوقات".
وأوضح الرفاعي أنه لا وجود لمنظمة تتبنى جزء من تكاليف حياة النازحين في التل والقرى المحيطة، في حين يتم التواصل مع بعض المنظمات الإغاثية منذ أشهر مثل منظمة "الفا"، وحصلت الموافقة لـتأمين 400 سلة غذائية بقيمة 20 ألف دولار سيتم تسليمهم على دفعتين من قبل "ألفا"، لكن في الفترة الحالية لا يزال النازحون بلا أي مساعدات أو سلل غذائية، مما يشكل أعباء أضافية عليهم.
وأضاف الرفاعي "استطعنا الوصول لأم احمد وهي أرملة توفي زوجها بعد استهداف منزلهم بحمص وتبلغ أم احمد من العمر 45 عاما وهي أم لأربع أطفال نزحت من حمص القديمة منذ عام هاربة من هول الانتهاكات هنالك إلى درعا لتلجئ للأردن، فكان حظها العاثر بإغلاق الحدود الأردنية أمام اللاجئين مما دفعا للمكوث في معسكر الطلائع في زيزون".
من جانبها قالت "أم أحمد" وهي إحدى سكان المنطقة: "المساعدات التي تقدم ضئيلة جدا وفي غالب الأحيان تحصل خلافات بشأن من يحصل على المساعدة في حين أغلب العوائل هنا بحاجة ماسة للمساعدة وتضيف أن أخر وجبة غذائية قدمت لهم من أسابيع".
وناشدات أم أحمد النشطاء والمنظمات في درعا تقديم المساعدات للنازحين هنالك، في الوقت الذي دخلت فيه معاناة النازحين في المنطقة الغربية لحوران عامها الثاني.