طالبت منظمات فلسطينية عاملة في بريطانيا بممارسة ضغط حقيقي على النظام السوري لوقف ما وصفته بـ "الجرائم" بحق اللاجئين الفلسطينيين في مخيم اليوموك، وأعربت عن أملها في "دور فاعل للدول الكبرى في كسر هذا
الحصار، وإجبار النظام السوري على الالتزام بقواعد النزاع المنصوص عليها بالقانون الدولي".
وحذر المنتدى الفلسطيني في بريطانيا ورابطة الجالية الفلسطينية ومركز العودة الفلسطيني والاتحاد العام لطلبة فلسطين في بريطانيا ومجموعة العمل من أجل فلسطيني سورية في بيان مشترك لهم اليوم الثلاثاء (14/1) أرسلت نسخة منه لـ "قدس برس"، من مآلات استمرار الحصار على
مخيم اليرموك.
وقال: "في ظل الانتهاكات الجسيمة التي يتعرض لها فلسطينيو سورية مع أشقائهم السوريين، وفي ضوء الانتهاك الصارخ لكل معاني الإنسانية في حصار آلاف المدنيين من اللاجئين الفلسطينيين في مخيم اليرموك في العاصمة السورية دمشق، الذي يقبع تحت حصار خانق منذ 180 يوماً من قبل النظام السوري، فقد وصلت الحالة الإنسانية داخل المخيم الفلسطيني إلى مستويات كارثية راح ضحيتها حتى الآن 44 ضحيةً بسبب الجوع، فيما يتهدد الموت أكثر من عشرين ألفاً داخل المخيم المحاصر بينهم عدد كبير من الأطفال والشيوخ والنساء".
وأكد البيان أن "انعدام الغذاء، والدواء اللازم حتى لأبسط الحالات المرضية، فضلاً عن منع اللقاحات الأساسية عن الأطفال، يضع آلاف المدنيين في دائرة الخطر المميت، خاصة مع بداية ظهور أمراض بين الأطفال باتت من منسيات العالم الثالث فضلاً عن المتحضر، بسبب الاعتماد على الحشائش ولحوم القطط والكلاب الشاردة للبقاء على قيد الحياة، كل هذا مع انعدام للكوادر والمراكز الطبية المؤهلة".
وشددت الجالية الفلسطينية في بريطانيا على مسؤولية العالم المتمدن، وخاصة الحكومة البريطانية في العمل الجاد مع المجتمع الدولي والمنظمات الدولية، لوقف ما وصفته بـ "المجزرة" التي ترتكب بحق المدنيين من نظام لايزال على علاقة ما بالمجتمع الدولي الذي يستعد لاستقباله في مؤتمر "جنيف 2".
وحمل البيان "النظام السوري وحلفاءه المسؤولية عما يجري في مخيم اليرموك"، وقال: "إن النظام السوري والمليشيات التابعة له والتي تحاصر المخيم الفلسطيني الذي لا تتجاوز مساحته كيلومتر واحد طولاً و0.8 كم عرضاً منعت كل أشكال الدعم والمساعدة التي حاولت منظمات إنسانية إدخالها للمحاصرين، وكان آخرها المحاولة التي قامت بها وكالة الإغاثة الدولية (أنروا)، بمخالفة صريحة لأبسط قواعد القانون الدولي الإنساني والشرعة الدولية لحقوق الإنسان".
وأضاف: "إن مسؤولية العالم الحر والمتحضر هي الأبرز أمام القتل الممنهج جوعاً لآلاف البشر على مرآى وعين العالم، خاصةً أن المجتمع الدولي يتحمل مسؤولية مباشرة في حماية اللاجئين الفلسطينيين الذين هجرهم الاحتلال من أرضهم عام 1948 وسط صمت دولي مطبق"، على حد تعبير البيان.
من جانبه ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان الثلاثاء أنّ عدد الذين قضوا خلال الأشهر الفائتة في مخيم اليرموك نتيجة نقص المواد الغذائية والطبية جراء الحصار الذي تفرضه القوات النظامية على المخيم منذ عدة اشهر ارتفع إلى 47 شخصاً. كما نفذت القوات النظامية حملة دهم وتفتيش للمنازل في حيي الصالحية والشيخ محيي الدين، وتواترت معلومات عن اعتقالات طالت عدداً من المواطنين .