قالت صحيفة "التايمز" البريطانية إن الولايات المتحدة تخلت عن الجيش السوري الحر، مقابل إنشاء جيش مكون من العناصرالمعتدلة في
المعارضة السورية، يكون جاهزا لقتال تنظيم الدولة المعروف بـ "
داعش" والنظام السوري.
وأشارت الصحيفة إلى ما قاله منسق استراتيجية الرئيس باراك أوباما، الجنرال المتقاعد جون ألن واعترافه بعدم وجود تنسيق رسمي مع الجيش السوري الحر.
ويأتي هذا التطور في وقت فُهم فيه أن الميزاني،ة التي أعلن عنها الرئيس أوباما وصادق عليها الكونغرس بقيمة 500 مليون دولار أميركي، ستكون مخصصة لتدريب
الجيش الحر.
وعبّر ألن في لقاء صحافي للخارجية الأميركية عقب عودته من جولة في المنطقة أن "عناصر" معينة من الجيش الحر سيتم تدريبها لإنشاء القوة. وقال "هدف التحالف هو بناء قوة متماسكة من عناصر الجيش الحر، والتي ستقدم له قدرات ومصداقية، ومع مرور الوقت ستكون قادرة على إظهار أثرها في المعارك ضد (داعش)"، بحسب "التايمز".
وتلفت الصحيفة إلى حديث ألن عن الحاجة لإيجاد قوات إضافية لضمها لهذه العناصر من الجيش الحر، ويمكن الاعتماد عليها لقتال "داعش"، مما يعني تردد إدارة الرئيس أوباما في الاعتماد على الجيش الحر وبنيته العسكرية.
ويورد التقرير تأكيد مسؤولين أميركيين أن الولايات المتحدة لا ترغب بالتخلي عن الجيش الحر بشكل عام، ولكنها تخطط للعمل مع جماعات من المقاتلين الذين تم التأكد من هويتهم ومصداقيتهم.
وتعبر الولايات المتحدة عن قلقها من تعاون حصل في الماضي بين الجيش الحر وجبهة النصرة لأهل الشام، التي كانت من أول الأهداف التي أغارت عليها الطائرات الأميركية بعد قرار توسيع الحملة إلى
سوريا. ولا توجد أدلة عن وصول الأسلحة التي زودتها الولايات المتحدة لأيدي النصرة أو الجماعات الأخرى المرتبطة بالقاعدة، وفق التقرير.
وتذكر الصحيفة أن الجنرال ألن قد التقى مع معظم ممثلي الجماعات السورية المعارضة أثناء زيارته الأخيرة للمنطقة، وأكد أهمية بناء "بنية سياسية منسجمة ومتفوقة".
وتبين "التايمز" أن ألن لم يشر في حديثه عن القيادة السياسية للجيش السوري الحر. وتهدف الولايات المتحدة لبناء قوة من 5.000 مقاتل بعد فرزهم من الفصائل السورية، وسيتلقون تدريبات في دول التحالف مثل السعودية والأردن، وهناك خطط لزيادة العدد كي يصل إلى 15.000 مقاتل. وسيكون تركيز القوة على استعادة المناطق التي سيطر عليها "داعش"، وليس قتال نظام بشار الأسد، وهو ما أثار غضبا في داخل صفوف الجيش الحر.
وتختم الصحيفة تقريرها بالإشارة إلى أنه في الوقت الذي بدأت فيه واشنطن محادثات لتدريب مقاتلين في السعودية وتركيا، إلا أن عملية الفحص والفرز لم تبدأ بعد. وتتوقع وزارة الدفاع أن يتم تجهيز القوة في غضون عام.